أهم المعالم السياحية فى مدينة نانت الفرنسية
أهم المعالم السياحية فى مدينة نانت الفرنسية
أمي تحكي لي دائماً عن مدينة سافرت اليها في غرب فرنسا ، تطل على نهر لوار تحتل مصب النهر وتبتعد عن مصبه في المحيط الأطلنطي بخمسون كيلو متراً ، حكت أمي لي عن هذه المدينة حكايات علقت قلبي بها دون أن أراها ، قالت لي أن هذه المدينة أرضاً خضراء يخترقها رافدان لنهر لوار متآخان في وسط المدينة ، ودائماً كانت أمي تشبهني أنا وأخي برافدي النهر في هذه المدينة فقد قالت لي أمي “المدينة تذكرني بنفسها معي أنا أخي ورافدي النهر وكأنهم ولديها ، يسمى الرافد الأول بالإردر في الشمال والسيفر النانتي في الجنوب هذه ليست قصة خيالية بل هى مدينة نانت الفرنسية أم لرافدى النهر.
ومن مدى اقتناع أمي بقصة مدينة نانت ، ومدى اقتناعها بهذا التشبيه ، جعلني أتشوق لزيارة مدينة نانت ، وفي أثناء رحلتي الأخيرة إلى فرنسا قررت التوجه اليها حاملاً معي مذكرات أمي التى كتبتها وهي فى طريقها إلى المدينة والتى ظلت تكتب عنها وبدأت في قراءة مذكرات أمي عن مدينة نانت الفرنسية.
في أول مذكراتها والتى كتبت بتاريخ في أواخر القرن الماضي كتبت عن موقع مدينة نانت التى تقع على بعد ثلاثمائة واثني وأربعون كيلو متراً جنوبي غرب باريس ، و كما أيضاً تبعد عن شمال بوردو بثلاثمائة وأربعون كيلو متراً كما كتبت أن نانت تسيطر على قلب اقليم لورا بل هى المدينة الأكبر بين مثيلاتها في الأقليم.
والعجيب أن أمي قسمت مذكراتها عن مدينة نانت وكأنها تنظم كتاباً لتعرضه على كل من يريد السفر إلى المدينة وبدأت أمي بتاريخ المدينة وكتبت عن تاريخ مدينة نانت الآتى :
نانت الميناء : كانت مدينة نانت تاجاً على نهر لوار يسكنها شعب من غرب الغال ، ولها قصص تاريخية معلقة على شجرة زيتونية تكبر وتثمر على مدار التاريخ ، ففي العام 851م حكمها ملك بريتاني وأصبحت عاصمة لبريتاني كلها في العصور الوسطى ، ورسمت ظامي بجوار هذا الحدث وجه مبتسم عندما ذكرت أنه بني قصراً يطل على نهر اللوار وزوده بأسوار ليظل مدافعاً عن المدينة ، وظلت مدينة نانت صامدة على ضفاف روافد النهر في منظر طبيعي رائع غاية في السحر والإبهار.
ثم علمت أمي باللون الأحمر على كلام كما لو أنها تريد أن تلفت انتباه من يقرأ مذكراتها بعدها وكتبت باللون الأسود وظللته باللون الأحمر ، وفي أواخر القرن الخامس عشر جاء الملك الفرنسي إلى مدينة نانت ووقع في غرام بنت آخر ملك بريتاني وتزوجها ، ومنها انتقل الحكم إلى الملك الفرنسي ودخلت مدينة نانت تحت راية فرنسا ، ومع بداية القرن السادس عشر حكمها الملك فرانسوا الأول ملك فرنسا ، واظهرت أمي كتابات تحكي أن مدينة نانت بدأت دخول العهد الإقتصادي بتطوير ميناءها.
واستكملت أمي سرد قصة تاريخ مدينة نانت داخل مذكراتها ، والتى أمتعتنى بها كثيراً أثناء رحلتي بالطائرة ، فكتبت استمرت مدينة نانت منذ القرن السابع عشر وحتى نهاية القرن التاسع عشر متخذة مكانة كبيرة في تجارة العبيد من الأفريقان إلى المستعمرات الأمريكية وحقيقة رسمت أمي وجه حزين ، ولكن جاءت الثورة الفرنسية وأيدت مدينة نانت صامدة في الثورة ضد الملكية الفرنسية.
وأثناء هبوط الطائرة تمسكت جيداً بمذكرات أمي فهى دليلي في رحلتي ، وأزداد خفقان قلبي انبساطاً برؤيتها، فالآن وبعد فترة أحقق رغبة أمي في رؤية المدبنة بنهراها ورافديه.
وعندما تجولت في مدينة نانت شعرت أننى أقرأ مذكرات أمي دون أن أقرأها ، فالمدينة واضحة المعالم جوها وجمالها الطبيعي شواطئها ورائحة الطعام من مطاعمها ، نظافتها ، احساسها ، تستحق الانبهار بالفعل ، يكتب فيها أكثر من مذكرات ، كانت أمي دائماً على حق.
بدأت في التوجه إلى حديقة النباتات حردن دى بلانت الواسعة الخضراء ، حقيقة اللون الأخضر هنا هو سيد الموقف ، تظهر النباتات على أشكال مختلفة وكأن المدينة تقنعك بأن الطبيعة الخضراء هى أصل كل شئ ، تتميز هذه الحديقة بتصميمات رائعة للنباتات والتى تشبه الطيور ، مرة على شكل طائر ينام ، أو طائر يقف أشكال جميلة وملفتة.
وأيضاً لفت انتباهي أن أمي علمت في مذكراتها علامة باللون الأصفر المفضل لديها ، على صفحة معينة بعنوان متحف لو ماشينزدى ليل ، الذي يحتوي على أشكال الحيوانات المحنطة تشبه القطع الخشبية في طلتها ، وذكرت أمي أنها قامت بتجربة ولا أروع ركوب الفيل المحنط والتقطت لنفسها صورة تذكارية عليه ولزقتها في مذكراتها.
وقرأت في الصفحة الأخيرة من مذكراتها أن الذهاب في تجربة تسوق داخل مدينة نانت من أروع ما يمكن الإستمتاع به في المدينة خاصة أثناء التسوق في شوراع باسيدج بومرية التى تمتلك أجمل وأرق الأزياء العالمية ، متعة في التسوق بين أجمل العطور والقطع التذكارية ، وتذكرت وقتها ساعتي الفضية التى أحضرتها لي أمي من هذا المكان المشجع على التسوق.
وكتبت في نهاية السطر جملة جميلة ، المطاعم في نانت خلقت بداخلي روح طباخة ماهرة استطاعت أن تبهر أولادها بطعامها اللذيذ على مدى العمر ، فقررت الذهاب لتناول وجبة العشاء في أحد هذه المطاعم لإسترجاع روح طعام أمس اللذيذ ، وقد ذكرت أنه يمكنني الذهاب إلى مطعم أنتوليه ، أو مطعم بيور سكيور ، أو مطعم لابسيترو دى انفيتس لتذوق الطعام الرائع.
وحقيقة الطعام وحده لا يكفى لتذكر أمي فى مدينة تانت بل كل المناطق التى ذهبت اليها مستخدماً مذكراتها كدليلاً لي أخذت منها جمالاً خاصاً يذكرني بأمي التى لاتنسى ، وعرفت وقتها أن أمي تشبه تانت فكلاهما لاينسى.