قبة الهواء على ضفاف النيل معالم نيلية ساحرة
بثياب جديدة وروح مبتكرة ، و احساس مختلف وروح نشيطة محبة للحياة ، وفي اجتماع لمفردات جديدة من نوعها بين نسمات الهواء العليلة بلمسات مختلفة تبهر زائري المكان وتتناغم مع احساسهم ليتعالى فيستمعون الى أصوات ضربات الهواء فوق قبة الهواء بأسوان المصرية ، مطلة على نهر النيل من الضفة الغربية له، تسكن قبة الهواء المنطقة منذ آلاف آلاف السنوات ، منذ أن كان آباؤنا القدماء المصريون يكتشفون مصر بجمالها وأناقتها ، وكلما وجدوا مكاناً مختلفاً تركوا أثراً فرعونياً حتى يظل التاريخ الفرعوني شاهداً ابد الحياة على كل أماكن الجمال بمصر ، آملين أن يتذكر الجميع تلك الأماكن النابضة بالجمال والمشرقة ، وقد ترك القدماء المصريون مدافن زويهم منحوتا عليها بلغات هيلوغروفية تكرم كهنتهم ونبلائهم فظلت تسكن أعلى قبة الهواء .
سحر الطبيعة حول قبة الهواء على ضفاف النيل
قبة الهواء هو عبارة عن جبل صخرى صخوره صامدة و ثابتة يقترب من أسوان فيتخذ منها صفات الجاذبية و بقاء الأثر ، ترتفع قبة الهواء على قمة جبل يصل ارتفاعه الى مائة وثلاثون متراً ، و على الجنوب من قمة الجبل يسكن قبر أحد الأولياء المسلمين الذى كان يقطن بالمنطقة يدعى علي بن الهوا ، و منه استمدت قبة الهواء اسمه نسبة اليه ، وكما يوجد فى أسفله دير سان جورج ، ولهذا يسعد أجدادنا القدماء فهم من تركوا آثارهم فى المنطقة سابقاً حتى يقدم على قبة الهواء البشر من كل الديانات فيتركوا أثاراً جديدة في المنطقة ، وكلما تركوا أثراً ، كلما زار الناس قبة الهواء وعلمت فى قلوبهم في واحدة من أجمل اماكن السياحة المصرية.
ان الطريق الى قبة الهواء ممهد و بسيط ، ويمكنك الوصول الى المقابر الموجودة فوقها من خلال طريقين ممتدين على الضفة الشرقية لنهر النيل ، تتحاكى هذه المقابر في محادثات نهارية وليلية ، و تسكن صخور القبة في ثلاث طبقات ترتفع مع ارتفاع الجبل ، وظلت هذه المقابر في تزايد عددى مستمر ابان فترة القدماء المصريين حتى وصل الى مائة مقبرة ، وتعود هذه المقابر الى الدولة القديمة والدولة الحديثة من العصر الفرعوني.
ان أهم ما يميز قبور قبة الهوا بأنها تحمل بين جدرانها أجساداً محنطة بطريقة التحنيط المصرية القديمة التى احتار فيها العالم كله لنبلاء و مسئولى النوبة كلها و الأغنياء منهم خاصة و العاملين الذين كانوا يعملون في تلك المنطقة من عهود الفراعنة ، والزائر لتلك المقابر لايمكنه أن يصدق بسهولة أنها مجرد مقابر ولكنها تبدو كمباني و غرف متقاربة فتظهر على هيئة حجرات تسكن ثنايا الجبل ، جدرانها مزينة تملأوها أحجار بمختلف الأحجام والتصميمات المعبرة عن حياة الفرعون العظيم .
فمن يتجول هنا لا يظن نفسه ابداً بين مقابر بل أنه متحف فرعوني يعرض بكلماته ونقوشه وزخرفته تاريخ هؤلاء الموتى الذين ضحوا بأراواحهم و تركوها تحمي المكان ، كما تركوا قلوبهم مرسومة على جدرانها تحرصها و تحميها وتستقبل ضيوفها بأحسن الزينات استقبالا لزوراها ، تعطي زينتها المنقوشة على الجدران صورا من الحياة اليومية الطبيعية لأيام قدماء المصريين ، تحكي قصص عن حياة الفرعون القديم بعادته التى أختلطت بطبيعة نهر النيل الذي كان يعيش معه ويشاركه يومه فقد رسم على جدران المقابر مشاهد ذبح الأبقار ، و زيارات بين الأقرباء والأصدقاء والأحباب في مناسبات خاصة بالعائلة ومواقف حيايتة ، وكيف كانو يقومون بالبحث عن رزقهم في مياه النيل والعمل على صيد السمك ، و طرقهم في صيد الطيور و حاملي النبال و الأدوات الموسيقية التى كانوا يعزفون عليها موسيقاهم وغيرها من العادات التى كانوا مجدوها في أيامهم.
رأس شيطان في سيناء عالم خيالي وسحر لا ينتهي
وتعد قوالب التماثيل التى عثروا عليها من أهم ماوجدوه في منطقة قبة الهوى ، فقد كان قدماءنا المصريين يستخدمونها لصب معدن البرونز ومعادن أخرى كالذهب والفضة ، و كانوا يستخدمون تلك المعادن في صناعة التماثيل ، حيث وجد الباحثون تلك القوالب الكاملة داخل قوارير فخمة من الفخار حجمها كبير و كانت توضع بالجانب الى تابوت سوبك حتب في مقبرته بقبة الهوا .
تلك المنطقة التى تحمل التاريخ الفرعونى والطبيعة النيلية بين طياتها تحبك وتختارك وتنتظرك كي تشاهد عرض تاريخي ولا أجمل على ضفاف نهر النيل الغربية.