قلعة صلاح الدين الأيوبى وسط مدينة القاهرة

قلعة صلاح الدين الأيوبى وسط مدينة القاهرة

فى كتب التاريخ يقصون علينا احداثا فقط  و يترجمها الواقع لنا بمعالمه التى تجذبنا اليها باسرارها فتجعلنا ننظر اليها نتامل ونتعجب ، ونتسائل ، ان هذا ما يحدث معنا بالفعل  ، ولهذا قد نتجه ذهابا الى المكان الذى نرغب التساؤل عنه ، ومن منا من لم يزر القاهرة القديمة او الفسطاط بمعالمها  ومن منا لم يمر عابرا على قلعة صلاح الدين الأيوبي وراى عظمتها من بعيد ، وراوده الفضول والحيرة ، وتساءل عن سبب بنايتها على عظمتها هذه ، قلعة كبيرةفي وسط المدينة ، تنظر من أعلي الى ضواحيها متأمله على حال اهل البلاد مع مرور الوقت ، حال القاهرة واهلها ، تنظر صامتة ويمر عليها احداث واحداث تخزنها وهى منتظرة نظراتنا اليها ، زيارتنا لابوابها ، وتأمل عظمتها .

ومن بين اسطر التاريخ وجدت قلعة صلاح الدين الأيوبي مكتوبة بألوان مميزة غيرت فى حياة الكثيرين من البشر ، منذ التفكير فى بناءها ، عندما فكر صلاح الدين الأيوبي فى بنائها فوق قمة جبل المقطم ، كان الجبل فارغ مهجور غير مسكون و جاءت و عمرت وغيرت ملامح الجبل بنيت فوق قبة الهواء كما كان يعرف موقعها قديما ، ولكن لم يكمل صلاح الدين الأيوبي بناؤها لأن الله قد اختاره ، واتمها اخيه الملك الكامل بن العادل ، و سكنها واتخذها منزلا له حتى جاء عهد السلطان محمد على وارتبط بها هو الأخر.

وقد سجل على اضلع القلعة الغربية و على احد ابوابها نصا شاهدا على الملك صلاح الدين الأيوبي ببنائها  ” بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بانشاء هذه القلعة الباهرة، المجاورة لمحروسة القاهرة التي جمعت نفعاً وتحسيناً وسعة علي من ألتجأ إلي ظل ملكه وتحصيناً، مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين في نظر أخيه وولي عهده، الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد خليل أمير المؤمنين، علي يد أمير مملكته، ومعين دولته، قراقوش ابن عبد الله الملكي الناصري في سنة تسع وسبعين وخمسمائه “.

و تحتوي القلعة على العديد من ملامح التاريخ الإسلامي فى مصر ، و تميزت بانها وضعت جنود الجيش  الإسلامي نصب عينها ، وان اكثر ما يبهر فيها هو ذلك البئر الذي بنى بعمق تسعون مترا تحت الأرض محفور فى الصخر و تم حفره ليؤمن المياه للجنود ابان حصار القلعة ، ومرت العديد من الأحداث التاريخية خارج وداخل قلعة صلاح الدين الأيوبي مما خلق منها جداراً وحصناً حامياً للتاريخ التى شهدت عليه .

و لا تعد قلعة صلاح الدين الأيوبي مزاراً سياحياً فقط ، بل هى رحلة الى عصور التاريخ الأسلامى ، رحلة عبر الواقع الى الماضى ، للتعرف عليه وعلى اسراه والتوصل معه ، فاى ان كان الباب الذى ستدخل منه الى القلعة ، فكلها أبواب تعطيك صلاحية لعبورك الى الماضى ، بداية من باب المقطم الذى كان يقارب برج المقطم الذى بنى فى العهد العثمانى ، وقد سمي باسم باب الجبل لقربه من جبل المقطم ويعرف الآن باسم باب صلاح سالم لاطلالته على شارع صلاح سالم الرئيسى ، وهناك باب الحديد الذى أنشاؤه محمد على باشا فى العام 1827 م ليستبدل الدخول الى القلعة من الباب المرتبط بالجبل وصعوده ، و بعدها الباب الوسطانى والذى يعود تسميته بهذا الأسملتوسطه  الديوانين الكبيرين المتواجدين  بحوش القلعة الخاص بالسلطان و أسمهما ديوان قايتباى و ديوان الغورى.

ويوجد أيضاً باب القلعة الداخلى الذى يفتح على قاعات القلعة الداخلية وكان هذا الباب هو مدخل  المدينة العسكرية المحصنة الى  القلعة و الى المدينة في الجنوبو الآن يطلق عليها اسم بوابة المتحف الحربى. ويوجد بداخل هذا المتحف بقايا من مدافع استخدمتها الجيوش على مر العصور ، حت أنه يوجد بعض الآلات الحربية التى استخدمها الجيش المصري فى حرب أكتوبر ، وتتجول الخيل داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي مما يوحى اليك أن الرحلة أكتملت حتى أنك الآن تركب الجواد وتسير به كأحد جنود جيش صلاح الدين الأيوبي بقوته .