أهم المعالم السياحية فى الاسكندرية حدائق قصر أنطونيادس
فى حديث الروح بين شجرة وظلها تشكو اليها زماناً مر عليها وهى تنتظر حبيباها فكانوا يخططون على جذورها كلمات العشق والغرام ، وبدأت تحكى مزيداً من الأحداث لظلها حينما وقفوا يسردون اعترافات عشقهم بين حدائق من اجمل حدائق الأرض ، واستحبونى فوقفوا بجوارى من شدةجمالى وظلوا يحكون عشقهم لبعضهم حتى كشفت قصتهم الى الأهالى من الرومان الذين سكنوا المنطقة ، ولم أعد أراهم من يومها ، وظلت أبحث عنهم فى وجوه المترددين على الحديقة أبحث عنهم فيمن يأتون راغبين القصر ، ولا أجد أحداً يشبههم ، كانوا أجمل العاشقين على أرض قصر أنطونيادس ، وكانوا أجمل وردتين بين ورود حديقته.
قصر أنطونيادس هو ذلك القصر الذى يمتد على مساحة خمسون فدان يزين ضواحى مدينة الاسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط ، وفى التاريخ بنى قصر أنطونيادس حينما وصل البارون أنطونيادس الى مدينة الاسكندرية و أنبهر بمعمارها اليونانى و قرر المكوث بين طبيعتها الساحرة ، والاستقرار ليشاهد بحرها كل صباح و بدأ بتشييد قصره ، الذى سرعان ما أصبح نجماً متلألأ فى سماء الأسكندرية وأحاطه بحديقة من أروع الحدائق المبهرة فى العالم كله ، وهى تلك الحديقةى التى أرجع بعض المؤرخون فى كتابتهم عنها بأنها من أقدم الحدائق التى أنشأها على مستوى العالم .
و أهتم البارون جون أنطونيادس التاجر اليونانى بأن يطل قصره بأجمل الطلات المطرزة بالديكورات الرائعة التى تخلد أسمه على القصر أبد الحياة فطلب من الفنان بول ريتشارد إنشاء القصر الذى يحمل اسمه والحدائق من حولة على غرار قصر فرساى بباريس وعاش التاجر أنطونيادس كل حياته بقية حياته مستمتعاً بجنان مدينة الأسكندرية فى قصره الى ان توفى فى عام 1895 .
وفى رائعة من روائع عصر الرومانيين يطل علينا قصر أنطونيادس بحديقة مميزة بمجموعات منالتماثيل المرمرية ، والتى يصل عددها إلى سبعة عشر تمثالاً تحكى قصصاً اغريقية ، وكانهم ممثلين على مسرح أغريقى يعرضون قصصاً من أساطير آلهة الإغريق ومنها آلهة الجمال فينوس وكذللك الهه الشعر اراتو ، وتسمى تلك الحديقة حديقة المشاهير و التى تشتمل على تماثيل نادرة لشخصيات تاريخية عالمية عديدة منها فاسكو دجاما ، والرائع ماجلان و المبدع كنرستوفر كولومبس ، و ايضاً أدميرال نلسون.
و تتنوع الأشجار والنباتات فى حديقة القصر و تتراص كخلفية خضراء رائعة للقصر ، فتشتمل حديقة أنطونيادس مجموعة كبيرة وقيمة من أنواع النخيل وأشباه النخيل كالسيكاس النجف إلى جانب مجموعة كبيرة من الأشجار والشجيرات والمتسلقات ونباتات الزهور المعمرة والحولية الشتوية منهما والصيفية.
وفى قصر أنطونيادس صوبة ملكية تخص صاحب القصر وحده وزواره والتى تقع في الطرف الغربي من الحديقة، وهى كبيرة الحجم مبنية على هيئة جمالون من الحديد المشغول يتكون من ثلاثة أجزاء.. الجزئين الأمامي والخلفي على شكل مربع يعلو لعدة مستويات ينتهي بقبة علوية مربعة.. أما الجزء الأوسط فيمتد ليربط بين الجزئين الأمامي والخلفي وجميع الجوانب والأسقف مكسوة بالزجاج المطرز..
وتحكي ذكريات القصر أيضا إقامة ملوك من مختلف الدول المجاورة ، فها هو ملك إيطاليا يزوره و يتخذ بداخله موقعاً له ، وكذلك السلطان عبدالمجيد، و ايضاً الملك فيصل، والعديد من الساسة، وظل هذا القصر محفلا للحياة الاجتماعية لمواطني الإسكندرية وروادها من جميع أنحاء العالم ، كما شهد هذا القصر مناسبات قومية، ويذكر التاريخ توقيع معاهدة 1936 مع بريطانيا داخل قصر أنطونيادس أملاً فى نشر السلام ، و شهدت قاعاته حدثا عربيا قوميا، وهو اجتماعات الملوك العرب لمناقشة وترتيب إنشاء جامعة الدول العربية عام 1946، واتفق العرب داخل هذا القصر علي إنشاء الجامعة العربية واختيار مصر مقرا دائما لها.
ويظل قصر أنطونيادس بمعالمه معلماً سياحياً ملفتاً فى أجمل المدن المصرية مدينة الأسكندرية ينتظر زواره من مختلف أرجاء العالم يستمتعون فيه بحكاياته أشجاره و ذكرياتهم التاريخية .