متحف المجوهرات الملكية بمدينة الأسكندرية
متحف المجوهرات الملكية بمدينة الأسكندرية
ان الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة يضيف رقيا ببريق مختلف الى حياتنا ، و يجعلنا ننظر الامور بطريقة مختلفة فكم من متقنا فى عمله انتج ابداعا من نوع مختلف ، فيجري الجميع جريا املا فى الحفاظ على هذا الأبداع ورغبة فى تخليد جماله ، و نقل فنه الى الناس فيستمدون منه جديدهم ، هكذا هى اللعبة اذا اتقنتها فزت بالتاريخ كله ، و لقد قدم مصممى المجوهرات من الماس والزمرد والذهب نماذج من التصميمات الرائعة ،وفى أثناء عصور الأسر التى حكمت مصر فى العهود السابقة ، كان الزمرد والذهب والماس أصدقاء دائما يلمعن فى أساور و سلاسل ومجوهرات أصيلة يلمعن فيبهرن كل من يطلع عليهن ، وعندما جاءت الثورة المصرية التى ملكت الشعب ممتلكات الملوك ، قرروا الحفاظ على تلك المقتنيات الفريدة من نوعها فى مكان هو الآخر فريد من نوعه ، تعالوا لنسرد بين السطور المقبلة قصة للكنوز سكنت قلعة من الجمال ، حيث ننطلق الى مدينة الأسكندرية وبالتحديد فى منطقة زيزينيا ، لنرى معماراً أسس على الأبهار يشبه الزهرة التى تتفتح فى وسط بستان الحب .
عندما بنى قصر الأميرة فاطمة الزهراء من أميرات الأسرة المالكة ، فى سنة 1919 م ، شيد القصر بأجمل الأفكار المبدعة التى تنقل الطراز الأورووبي الى شوارع مدينة الأسكندرية و التى انتشرت فى مصر فى القرن التاسع عشر على مساحة أربعة آلاف ومائة وخمس وثمانون متراً مربعاً ، يعد القصر من التحف التى توجت شوارع مدينة الأسكندرية منذ ذلك العام .
ولقصر الأميرة فاطمة الزهراء هو هدية من أمها الملكة زينب هانم فهميو خالها المصمم المعمارى الرائع على فهمى الذى شارك فى اخراجه بهذه الروعة حتى اكتمل واذدهر ليخرج على هيئته الرائعة فى العام 1923 ، ليكون أجمل هدية من أم لابنتها يحمل بين أركانه حبها لها الدائم ، وحتى العام 1986م ظل قصر الزهراء يحمل أسم أميرته عندما تحول اسمه الى متحف المجوهرات ليستبدل أسمه بارتباطه من جوهرة واحدة الى مجموعة مجوهرات رائعة ، فيكتب على هذا القصر أن يكون موطناً للتفاصيل الدقيقة من ذكريات وحياة الملكات والملوك ، فكل عقد أو أسورة تحمل معه ذكرى ادخلت فى قلب ملكته سعادة من نوع خاص ، أو تحمل لملك من الملوك أو سلطان من السلاطين نوادر تعبر عن انجازاتهم وفرحتهم بها ، و قد قامت ثورة يوليو بتجميع مجوهرات الملكات ونوادر الملوك فى ذلك القصر ، وسجل قصر الأميرة زهراء متحفاً للمجوهرات فى العام 1999م ليتجول الزوار بداخله و يتعجبوا من الذوق الرفيع الذى قدم للأميرات والملكات بين أجمل من أحدى عشر ألف وخمسمائة جوهرة من أجمل مجوهرات الأسرة العلوية المالكة .
و أثناء التجول فى داخل قصر المجوهرات أو متحف المجوهرات الملكية ، تجد هذه المقنيات تتوزع فى عشر قاعات ملكية كل جوهرة منهم تعبر عن ملكتها التى ارتدتها فى احدى المناسبات وزينت به أو توجت به وسألها الجميع عن سر تألقها ، ويضم القصر مجوهرات أسرة محمد على ومنها مجوهرات ترجع ملكيتها الى محمد على باشا مؤسس الأسرة العلوية ، و من بينها صندوق نشوق يحمل مجموعة من الذهب المموه بالمينا والت نقش عليها اسم “محمد علي باشا “، وتوجد مجموعة أخرى من المجوهرات التى لاتقل جمالا و لا تقل ازدهاراً عن مثيلاتها الأخري مجموعة الأمير محمد على توفيق ، وبه أثنى عشلا فنجاناً من البلاتين مختلطاً بالذهب، وكما توجد ما يقرب من ثلاثة ألاف فصاً من الماس البرنت و الفلمنك ، وتحتوى المجموعة على حافظة نقود من الذهب مرصعة بالماس ومعها ساعته التى تعود الى العصر العثمانى .
ومن حياة الخديوى سعيد باشا أقتنى قصر المجوهرات مجموعة من الساعات الذهبية الفاتنة و الأوشحة والقلائد المصرية ووالتركية والأجنبية والأوسمة التى رصعت بالمجوهرات والذهب..وتضم المجموعة ايضاً أربعة آلاف من العملات الأثرية المتنوعة.
أما عن الخديوى اسماعيل وولى عهده الخديوى توفيق فقد تركوا لنا مجموعة من الساعات الذهبية الرائعة والملونة بالمينا بشكل زخرفى رائع ، وتنتشر مجموعة الملك فؤاد وتتنوع من بين البلاتين والماس والميداليات الذهبية ، ويعد من أشهرهم تاج زوجته شويكار البلاتينى المرصع بالماس والبرلنت ، وكما تتألق مجموعة الملكة نازلى و أجمل ما فيها تلك المجموعة الرائعة من حلي الذهب المرصع بالماس البرلنت ، وأما عن الملك فاروق فترك لنا علبة الشطرنج الذهبي الخاص به مرصعاً بالماس ، وعصا المارشليه من الذهب ، وأما عن مقتنيات الأميرة صافناز زوجته وبناتها فهى مجموعة نادرة ومبهرة أجمل ما فيها التاج البلاتينى الخاص بالملكة صافيناز ، و هناك ايضا مقتنيات ذهبية تخص الملكة ناريمان ، وتاجها وحتى توكة شعرها المرصعة بالماس
ان متحف المجوهرات يعد من أجمل المعالم السياحية في مدينة الإسكندرية لأنه يحتوى على مجموعة نادرة ورائعة من التحف والمجوهرات والحلي والمشغولات الذهبية والأحجار الكريمة والساعات المرصعة الماس.
ويفتح متحف المجوهرات أبوابه أمام المصريين كلهم ليتنقلوا بين المجوهرات و يطلعوا على اسرار وفرحة مليكاتهم وهم مرتديها