متحف جاير أندرسون فى مدينة القاهرة
متحف جاير أندرسون فى مدينة القاهرة
بأجمل الخطوط العربية خططت شهادة ميلاد لمكان ببنيه رائعة وتراث جذاب ، كامل الأوصاف يشغل زوراه بأجمل المشاهد العربية لصبية من دول الغرب ترتدى زى عربياً منقوش عليه زخارف من التراث العربي ، نقوش ذهبية اللون ، فبدت فى وسط الجميع ممتئة بالجمال فجذبتهم اليها ، مكاننا اليوم كالزهرة فى وسط البستان ، عندما عرفته أدمنته فله فالقلب مكان وكيان ، فتعالوا معى فى جولة فى ربيع القاهرة الملفتة بمعمارها الآخاذ نلتقى سوياً ، نتجول فى بيت الكريتلية قديماً الذى اتخذ من العرب مفاتنهم و ذوقهم العثمانى المبدع ، ثم جاء جابر أندرسون ليغطيه بجمال أوروبي بريطانى فاخر ، جولة فى وسط القاهرة الساهرة المعبرة عن نفسها بلغات مبهرة ، والتى دائما ما لفتت انتباه زوارها اليها فعشقوها وحاولوا التأثير فى معالمها تعالى معى ايها القارئ بوجدانك لتمتلئ عشقاً بها كما عشقها زوارها وزاره..
فى القاهرة وسط العاصمة وقتما زار جاير أندرسون البريطانى الذي ولد بلندن فى العام 1881 م ، حينما زار القاهرة طبيباً يخدم فى الجيش البريطانى ومنه اى الجيش المصري ابان الحرب العالمية الثانية ، تعلقجاير اندرسون بجمال مصر ونيلها وعشق قاهرتها ومعالمها ذات الطابع الاسلامى النادر ، وقرر الاستقرار فيها منذ العام 1902 م ، زار الكثير من المعالم المصرية و تقرب منها حتى انه أعتبرها وطنه الأم وكتب عنها فى مخطوطاته وكانت له أجمل ذكرى و أرق كلمات ، “مصر احب الأرض إلى قلبي لذلك لم أفارقها لأني قضيت بها أسعد أيامي منذ مولدي”.
تعلق أندرسون بمصر حتى انه ادرك أهمية دراسة الآثار محبة فى التعرف على الآثار المنتشرة بين ضواحى القاهرة ، وفى أثناء سيره بالقاهرة قام بتجميع الكثير من الآثار من العصو المختلفة ، وقد كان عاشقاً للفن الاسلامى ، و فى ذات المرات و أثناء تجواله تعرف على بيت الكريتليه الذى بدى للجميع فى وقتها بيت عادى قد يحمل بين طياته الطراز الأسلامى و لكن فى النهاية فى نظر العاديين هو شئ عادى ، و لكن من النظرة الأولى للطبيب العاشق تعلق قلبه بالمنزل و قرر أن يحتفظ به باسمه ، و يضع فيه أجمل ما جمعه من مدينة العاشقين مدينة القاهرة .
وهكذا حول جاير أندرسون بيت الكريتليه العربي الى متحفاً أثرياً يحكى قصصاً من الفن والابداع بين غرفه التى سكنها المماليك والعثمانين فى عهدهم ، و جاء هذا المبنى ليشهد على الاضافات الجمالية التى أظهرته بملامحة الجذابة الحالية ، دار يسكنه العثمانين بفنهم و طرازهم الاسلامى المختلف و يجمله العاشق البريطانى بثقافته وفنه الأوروبي ، فاخرج من هذا الدمج قطعة أثرية ملفته تبهر الزائرين اليها فيظلوا فى حالة دهشة ، أى الجمال يتعجبون ، طبقات من الفن تتعالى فوق بعضها بابداع سرمدى لا نهاية له .
وفى وصف بيت الكريتليه أو متحف جاير أندرسون كلمات لا يقدرها الا الفنانون المحبون للآثار الأسلامية ففى الأصل يتكون المتحف من منزلين متجاورين تم الربط بينهما بممر ، و كأن البيتان يسلمان على بعضهما بايديهمافاشتبكت من كثرة التعلق و الحب ، ووفى البيت الأول الذى بناه أحد التجار المعروفين قديماً فى العصر المملوكى المعلم الكبير عبد القادر الحداد فى العام 1540 م و عرف البيت فى ذلك الوقت بأسم بيت آمنه بنت سالم و قد كانت آخر أمرأة تمتلك هذا البيت ، وأما عن البيت الثانى فقد قام ببناءه أحد أغنى أغنياء القاهرة فى وقتها وهو الحاج محمد بن الحاج سالك بن جلمام وذلك فى سنة 1631م و ظل البيت فى مكانة عالية ، ويتزايدد سعره من عام لعام من شدة جماله وروعت وظلت الأسر من مختلف الأجناس تتهافت للسكن فيه و توالت الأسر الثرية على العيش به حتى أتت اليه سيدة من جزيرة كريت , فاطلق عليه أهل المكان ببيت الكريتلية.
و لقد بذل جاير أندرسون الكثير من الجهد ليصل هذا البيت الى ما هو عليه الآن ، فلقد استلم البيتين تحت الترميم ، وقام بتجديدهم و شراء العديد من الآثار التى تنتمى الى العصور الأسلامية وزينه واوصى ان يتحول الى متحف يحمل اسمه حتى بعد مماته ، و بالفعل قامت هيئة الآثار المصرية بالحفاظ عليه والاهتمام به كثروة تحمل رمزاً على عشق العالم أجمع لمصر ومعالمها وفنونها وطرازها وخاصة الطراز الاسلامى منه .