الحديقة اليابانية من أهم معالم مدينة القاهرة السياحية
الحديقة اليابانية من أهم معالم مدينة القاهرة السياحية
فى قلب حى حلوان الهادىء والذى يقع جنوب مدينة القاهرة وعلى مساحة اربعون الف متر مربع اى ما يقرب من عشرة أفدنة وفى عام الف وتسعمائة وتسعة عشر انشأ المهندس المعمارى ذو الفقار باشا فى ذلك الوقت الحديقة اليابانية على الطراز الاسيوى المتميز ليعلى فى هذا المكان رمزا من رموز حضارات الشرق انها الحضارة اليابانية وما تحملها من اساطير وقصص تقشعر لها الابدان لمجرد السماع عنها.
لم يكن يعلم ذو الفقار باشا ان الحديقة اليابانية ستصبح مزارا يأتية زوارة من شتى أنحاء الجمهورية فقد كانت على مر سنوات كثيرة المتنفس لأهل هذا الحى ومقصد لزوارة فى الأعياد ، فقد تناقلت قصص خيالية فى اذهان الاطفال قصة الاربعين حرامى الشهيرة حيث تقول الحكايـة التي يحفظهـا الصغار في مختلف مناطـق حى حلوان أن هذة العصابة الشهيرة كانت في طريقهـا لسـرقة مستشـفى حلوان وأثناء اختبـائهم داخل الحديقــة اسـتعدادا للانقضـاض على المستشـفى سـخطهم الله في صورة تماثيـل حتى يكونوا عبـرة لكل من تسول له نفسـه ويتجرأ على سرقة المستشفى الـذي يعالـج فقراء هذا الحى.
دعونا نتجول بين اروقة الحديقة اليابانية أو كما يطلق عليها البعض ( كشك الحياه الاسيوى ) التى حتما سيتمتع بها أفراد الاسرة بمختلف أعمارهم فهى تحتوى على بعض التماثيل التى ترمز الى حقب تاريخية مختلفة فبمجرد دخولنا من الباب الرئيسي يتواجد طريق يقسم الحديقة إلى جزئين، فنجد على اليمين تمثال وجه الحياة وهو عبارة عن سيدة تغمض عينيها مع ابتسامة خجل تعكس فكرة تقديس حضاراة الشرق للمراه ، وبعد صعود السلم تجد مظلة كبيرة بها أماكن للجلوس بجوار تمثال لجسد ذو الفقار باشا الذى انشأ الحديقة دون رأسه تحمله زهرة اللوتس، وحوله تمثال لأفيال الشرق الثلاثة محاط بسور صغير من الحديد كانها تعلن للجميع انها تحرس هذا المكان ، واثناء تجولك داخل الحديقة اليابانية أو كما يطلق عليها كشك الحياه الاسيوى وانت مستمتع بهذة الجولة ستجد تمثال للمعلم &شيبة& ويجلس امامة تلاميذة الثمانية والاربعون ليعلمهم الديانة البوذية أمام البحيرة الكبيرة التى تتوسط المكان وكانهم ينصتون له بأهتمام ،واثناء تجولك بالحديقة ستجد تمثال الحكمة الثلاثية التي تحث الإنسان علي عدم التدخل في شؤون الغير “لا أسمع لا أري لا أتكلم”، وهي عبارة عن ثلاثة تماثيل لقرود أحدها يسد أذنه في إشارة إلي معنى لا “أسمع”، والآخر يغمض عينيه في إشارة إلي معنى لا “أري”، والأخير يضع يده علي فمه في إشارة إلي معنى لا “أتكلم” .
كما يمكنك ايضا مشاهدة تمثال بوذا الذي يجلس فىهيبـة وبشاشـة على ضفاف البحيرة المقدسة فى اشارة لدعوتة الى زوار الحديقة اليابانية لالتقاط الصور التذكارية معه لتحتفظ بها فى دولاب ذكرياتك .
لهواه سماع الموسيقى ستجدها حولك اثناء زيارتك للحديقة اليابانية أو كشك الحياه الاسيوى كما يطلق عليها البعض فيوجد كشك للموسيقى والذي كان يستخدم من قبل بعض الفرق الموسيقية لتقديم العروض الفنية على الطراز الشرقى الاصيل .
و الحديقة اليابانية مجهزة بالمقاعـد الخشبية والشماسـي والمظلات التى تتكون من جـذوع الأشجار النادرة على الطريقة اليابانية مما اضفى جوا ساحرا ، كما يتواجد بها كازينو لخدمـة زوار الحديقة اليابانية و كذلك تتمتع الحديقة اليابانية بوجود ملاهـي للأطفــال لقضاء وقت ممتع اثناء الزيارة .
كما قامت حكومة اليابان بتتقديم عرضا لمحافظـة القاهـرة لتجديد وتطوير الحديقـة على نفقتها بدايـة التسـعينيات وهو مـا تـم بالفعل منذ سنوات عديدة حيث قامت بأصلاح الحديقـة واعادة ترميم التماثـيل تحت إشراف أسـاتذة كلية الفنون التطبيقية والفنون الجميلة
وتـم إقامة أسـوار حديدية حول الحديقـــة اليابانية وبناء بوابة على الطراز اليابانــى من الخارج وكذلك تم تصميم كباري على البحيرة المتواجدة بالحديقة لكى تصبح الحديقة فى ابهى صورها وتصبح على استعداد دائما لاستقبال زائريها فى الاعياد والعطلات وخاصة محبى هذا النوع من الزيارات عاشقى الحضارات الشرقية الاصيلة .
وان الرحلة للحديقة اليابانية تعدفرصة جديدة لاسعاد الروح والاطلاع على ثقافات وعادات مختلفة لشعوب اخرى ، و تشعر بداخلها كأنك حقا سافرت الى دول أسيا وخاثة اليابان و تتحول بين ضواحيها ، وفجأة تصحو وتتذكر أنا الأن مازلت على أرض مصر وفى مدينة القاهرة واحيي حياة اسيوية