السياحة في أفينيون وجولة في مدللة نهر الرون البديع
على الجهة الشرقية من أمير فرنسا الشاب، نهر الرون الجميل، تقع طفلته المدللة مدينة أفينيون الفرنسية الساحرة، وعندما أتحدث عن السياحة في أفينيون ، فلن أضيف شيئاً على هذه المدينة الجميلة، بل سأحاول كشف مزيداً من الجمال المختبئ خلف أسوار هذه المدينة العريقة.
السياحة في أفينيون وجولة في مدللة نهر الرون البديع
توالي الحقب الإحتلالية على مدين أفينيون الفرنسية، جعل من المدينة مسرحاً تاريخاً عريقاً، رغم مرارة الحقب الإستعمارية، فعندما استعمر المدينة القوط، تركوا فيها حضارة قوطية تجملت في مبانيها التاريخية، وبقية تلك الحقب، التي أولدت مزيداً من الجمال في هذه المدينة الساحرة، وسأبدأ معكم بسرد عدة لقطات تشهد على تاريخ هذه المدينة.
اللقطة الأولى : القصر الباباوي أو قصر الباباوات
تتجلى عبقرية الهندسة المعمارية القوطية، في قصر الباباوات بإطلالته الرائعة على نهر الرون البديع، يجاوره بقايا جسر أفنينون، ليرسمان لوحة جمالية غاية في الجمال. شكل القصر في القرن الرابع عشر أهمية كبيرة لمدينة أفينيون.
عشاق الرسم، أمامهم عالم ابداعي ينتظر الإكتشاف داخل غرف القصر الباباوي، وتحديداً في غرفه التي تزينها رسومات، الرسام الإيطالي ماتيو دي جيوفاني Matteo di Giovanni.
جمالية القصر، الذي يعد أحد أكبر قصور العالم، وأحد أكبر الأبنية التي تركها العصر القوطي على الأراضي الأوروبية، جعلت القصر من أكثر الوجهات السياحية الفرنسية التي يقصدها السياح، ويجعله أهم المعالم السياحية في مدينة أفنينون الفرنسية، اذ يزور القصر ما يزيد عن 500 ألف زائر من مجموع زوار مدينة أفنينون السنوي، الذي يقارب المليون زائر.
اللقطة الثانية : روشيه دي دوم Rocher des Doms
يبلغ السحر هنا ذرروته، مرحباً بكم في حديقة روشيه دي دوم الأنيقة، جولة بين الطبيعة الخلابة في الحديقة، بالإضافة إلى عبقرية التنظيم، والإبداع في تصميم الأشياء داخل الحديقة. يمكن الإستمتاع في الحديقة بإطعام البط، والتقاط الصور التذكارية.
أجمل ما في حديقة روشيه دي دوم، هى اطلالتها الرائعة التي تغطي مدينة أفينيون، ومكانها المميز الذي يكشف المدينة، ويمنح زائري الحديقة اطلالة رائعة على معالم مدينة أفينيون السياحية، بالإضافة إلى الإطلالة البديعة على نهر الرون، كما يمكن مشاهد المدينة من الحديقة بشكل أفضل من خلال النظر من المناظير الموجودة في الحديقة، التي تمنح الزائر رؤية أفضل للمدينة، وهذا ماجعل الحديقة من أفضل معالم أفينيون للإسترخاء.
اللقطة الثالثة : جولات نهر الرون بين ضفتي أفينيون
أجمل الخيارات عند زيارة أفينيون، هى جولات نهر الرون، والإنتقال بين ضفتي المدينة عن طريق العبارة أو القارب، ورغم أن الجولة قد تكون قصيرة، إلا أنها فرصة للإستمتاع بالمياه، والطبيعة الخضراء المحيطة بالمكان.
اللقطة الرابعة : جسر غارد .. بونت دي غار
تتجه اللقطة الرابعة على أحد أجمل معالم التراث العالمي في فرنسا، جسر غارد أو بونت دي غار، الذي يعود للعصر الروماني، نعم إخوتي إنها الحضارات المتراكمة كما قلت، نتيجة الحقب الإستعمارية.
من الأحجار الكلسية بنى الرومان تحفتهم الفنية، جسر غارد المقوس، عابراً نهر الجوردون ليحمل المياه إلى مدينة نيم، من قلب ينابيع مدينة أوزيس، في تحفة عبقرية مقوسة بثلاث طبقات قوية مازالت واقفة بشموخ حتى يومنا هذا.
أبدع مهندسي الرومان في تصميم وإنشاء هذا الجسر الخيالي، ليس لنقل البشر بين ضفتي النهر من وإلى مدينة نيم وأوزيس، ولكن لنقل الماء فقط. أما الأجمل هى متانة البناء التي تظهر فن العمارة الروماني.
اللقطة الخامسة : التجول في مدينة أفينيون
من يتجول في مدينة أفينيون، يشم عبق التاريخ يفوح في الأفق عبر أبنية المدينة وأزقتها، وكيفية رصف هذه الأزقة، وعلى كل شئ في المدينة العريقة، جلساتها الهادئة، ومطاعمها بطابعها المتميز، والآن أترككم مع بعض الصور التي توضح جمال مدينة أفينيون.
خاتمة حول السياحة في أفنيون الفرنسية
في هذه السطور، حاولت التطرق فقط لأبرز اللقطات والمعالم السياحية في أفينيون الفرنسية، أما بقية المعالم التي لم أتطرق لها خلال السطور، سيكون لي عودة معها، على بوابة السياحة في فرنسا، لكن ما أحب أن أوضحه، رغم أني لا أحب الحقب الإستعمارية، إلا أنني يجب أن أعترف أن هذه الحقب تركت ايجايبات كبيرة خلفها، ويكفي أنها تركتها خلفها مدينة أفينيون بعالمها الجميل.