الهجرة وأنواعها وتأثيرها على المجتمع
الهجرة ، هى محور حديثنا اليوم والذى سنتحدث فيه عن بعض النقاط ، والتى منها التأثيرات التى تحدثها الهجرة على الفرد والمجتمع.
فهرس الهجرة
1 _ مفهوم الهجرة.
2 _ الأسباب التى تدفع الناس للهجرة.
3 _ أنواع الهجرة.
- 3.1 الهجرة الخارجية
- 3.2 الهجرة الداخلية أو النزوح
- 3.3 الهجرة العلمية أو هجرة العقول
- 3.4 الهجرة لأسباب إنسانية أو اللجوء
4 _ تأثير الهجرة على الفرد والمجتمع.
- 4.1 تأثيرها على الفرد
- 4.2 تأثيرها على المجتمع
5 _ الهجرة النبوية الشريفة.
مفهوم الهجرة
تعرف الآلية التى يترك بها الأشخاص بلادهم والسفر إلى بلاد أخرى بالهجرة ، ويطلق على هذا الشخص اسم المهاجر اشتقاقاً من الهجرة ، وهجرة الأشخاص تكون لأسباب متعددة سنسردها فى السطور القادمة.
الأسباب التى تدفع الناس للهجرة
الأسباب كثيرة ، ولكن غالبا يبحث الناس عن الهجرة بحثاً عن عمل أو عن عمل أفضل ، أو بسبب الأزمات الإقتصادية التى تعصف بالدول والتى ينتج عنها البطالة ، أو عدم التوزيع العادل للثروة الأمر الذى يعمل على تضييق مناحى الحياة على الناس مما يدفعهم لترك بلادهم والبحث عن بلاد أفضل ، أو الهجرة لأسباب إنسانية بسبب الحروب والصراعات العرقية أو الكوارث البيئية.
أنواع الهجرة
الهجرة الخارجية
هى أن يترك الشخص بلده ويذهب لبلد آخر ، بحثاً عن حياة ومستقبل أفضل له ولأسرته.
الهجرة الداخلية أو النزوح
هى أن يهاجر الشخص داخل بلده من مكان إلى مكان آخر بناءً على أسباب أجبرته على النزوح ، وينقسم المهاجرين داخليا إلى قسمين ، قسم مضطر ، وقسم غير مضطر:
“المضطر” هو الشخص الذى يفرض عليه الهجرة أو النزوح نظراً لوجود صراع مسلح فى مدينته أو بالقرب من المكان الذى يسكنه ويهرب خوفاً على نفسه من الموت أو التنكيل ، والنزوح الإضطرارى هو الأصعب لأنه قد يتحول إلى هجرة خارجية إذا وصلت الصراعات إلى المنطقة الذى نزح إليها الشخص ولم يجد منطقة أخرى فى بلده ينزح إليها ولم يجد إلا الفرار خارج بلده.
“الغير مضطر” هو الشخص الذى يهاجر أو ينتقل داخل بلده من مدينة إلى مدينة أخرى بسبب إنتقال مكان عمله ، وفى هذه الحالة قد ينتقل الشخص مع أسرته أو ينتقل وحده ثم يعود إلى أسرته كل فترة ، وهذه الهجرة تكون وراء لقمة العيش ، وفى هذه الحالة قد يكون الشخص أيضاً مضطراً ولكن ليس كما الشخص الأول الذى ليس أمامه إلا ترك المكان الذى يعيش فيه أو ترك بلده بأكملها.
الهجرة العلمية أو هجرة العقول
لا يخفى على أحد هجرة العلماء أو كما تعرف بهجرة العقول خصوصاً فى أوطاننا العربية وعموماً فى البلاد الفقيرة ، وتبدأ هذه المرحلة بذهاب الطلاب للدراسة فى بلاد غير بلادهم من أجل العودة لبلادهم بعلم ومنفعة أكبر ، ولكن كثير منهم لا يعود إما لأنه لم يذهب ليعود ، أو أنه ذهب ووجد الإمكانيات والحياة فى البلد الذى ذهب إليها أفضل وأكبر فقرر البقاء هناك ، وللحقيقة بعد أن يحصل مثل هؤلاء العلماء على شهرة كبيرة إن عادوا لبلادهم يعودوا للزيارة فقط وإن حاول القليل منهم أن يفيد بلده فلا يقدم مثقال ما قدمه للبلاد التى درس فيها ، ولنكن عادلين البلاد الأخرى منحته كل شئ ، ولكن بلده أيضاً لها حق كبير عليه ، ولكن لا تقتصر الهجرة على الطلاب والمواهب فقط فكثير من الموهوبين من الأطباء والمهندسين والعلماء الذين أكملوا تعليمهم فى بلاد لم يجدوا لهم مكانً ليبدعوا فيه ، ولم يجدوا أسبابً مقنعة للبقاء فقرروا المغادرة بلا عودة والموت فى بلاد غريبة أو يعودوا عند الشعور بقرب أجلهم أو يعودوا فى توابيت ليدفنوا بالقرب من أجدادهم السابقين.
الهجرة لأسباب إنسانية أو اللجوء
من يبحث عن الهجرة بهذه الطريقة هم ضاقت عليهم السبل ولم يجدوا مكانً للنزوح فى بلادهم فقرروا الهجرة خارج بلادهم ، أما الأسباب التى تدفع الأشخاص للهجرة إما وجود حروب أهلية أو صراعات عرقية أو صراعات دينية ، تجبر هؤلاء الأشخاص للهرب إلى بلاد أخرى للجوء إليها خوفاً على حياتهم ولا تهمهم طريقة الوصول حتى وإن كانوا سيتعرضون للموت نفسه أملاً فى الوصول إلى بلاد تقدر الحياة.
تأثير الهجرة على الفرد والمجتمع
تأثيرها على الفرد
للهجرة على الأفراد تأثير كبير ، ولكن هذا التأثير نوعان تأثير سلبى ، وتأثير إيجابى :
“التأثير الإيجابى” هو الإنتقال لمجتمع أفضل علميا ومعيشياً ، الأمر الذى يعمل على تحسين الدخل المادى للفرد ، وتكوين نهضة فكرية بسبب تنوع الفكر والحضارات.
“التأثير السلبى” قد تواجه الأشخاص الأفكار العنصرية التى يقوم أصحاب الفكر المتطرف بطفحها فى المجتمعات ، وهذه الأفكار تواجه المهاجرين بشكل كلى ، وهناك سلبيات كثيرة تواجهه المهاجرين ولكن لنكن صادقين معظم من يواجهون السلبيات التى نطرحها هم المهاجرين غير الشرعيين ، وتبدأ السلبيات بالعمل فى الأعمال الشاقة لساعات عمل طويلة مع ضعف الأجور فوق ذلك ، والسكن فى المناطق الفقيرة ، أما المهاجرين الشرعيين فاغالبا لا يستطيع أحد يبتزهم لأنهم سلكوا طرق الهجرة الشرعية ، إلا إذا تركوا مجال العمل الذى ذهبوا للعمل فيه بصورة غير قانونية وتوجهوا لغيره حينها قد يجدون نفس المعاملة السلبية.
تأثيرها على المجتمع
الدول التى يذهب منها المهاجرين
تأثير الهجرة على البلاد التى يتركها المهاجرين للذهاب إلى بلاد أخرى له منافع وأضرار ، ولكن من وجهة نظرى المنافع أكبر من الأضرار خصوصاً إذا كان المهاجرين أشخاص عاديين ، بمعنى أدق ليسوا بعلماء ، والمنافع والأضرار تكون كالتالى ،
“المنافع” تظهر جلية فى زيادة النقد الأجنبى لبلادهم ، والعمل على تدنى مستوى الفقر والبطالة ، وإرتفاع الطبقات الفقيرة إلى متوسطة ، والقضاء على المنازل التى لا تصلح للعيش فيها وإستبدالها بمنازل أكثر رقياً.
“الأضرار” كما قلت سابقاً أضرار الهجرة هى هجرة العقول ، لأن هجرة اليد العاملة لا تؤثر بل تفيد كما ذكرنا سابقاً ، لأن البلاد التى تكون اليلد العاملة فيها قليلة دائما تستورد مهاجرين لا تصدر مهاجرين.
الدول التى يذهب إليها المهاجرين
الدول التى تستقبل المهاجرين على أراضيها يشهدون تطوراً نوعيا فى شتى المجالات نظراً لوجود اليد العاملة الماهرة والكفاءات التى تنقص هذه البلاد ، ولكن الدول التى تستفيد من المهاجرين هى التى تقنن الهجرة إليها بقوانين وبرامج مثل كندا ، وبرنامج الهجرة إلى كندا خير شاهد على ذلك نظراً لتنوعه الذى يشمل مجالات كثيرة وهذا ما جعل برنامج هجرة كندا يعود بالإيجاب على كندا ، عكس دول أخرى مجاورة مثل الولايات المتحدة التى تشتهر ببرنامج الهجرة الشعوائية ولكن هذا البرنامج غير كافى نظراً لدولة مثل الولايات المتحدة كبيرة التعداد والمساحة ، والتى تجاورها دول أمريكية تشهد مستوى بطالة مرتفع مثل المكسيك التى يتدفق منها المهاجرين بأعداد مهولة إلى الولايات المتحدة الأمر الذى ظل مشكلة كبيرة لدى الولايات المتحدة قبل إعلانها مؤخراً عن إصلاح نظام الهجرة لديها.
الهجرة النبوية الشريفة
لن أتكلم عن الهجرة النبوية الشريفة لأننى لست أهلاً للحديث عنها ، ولكن طرحت الحديث عنها حتى لا يقول شخص ما أننى نسيت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهجرة الرسول تتفق مع الهجرة من ناحية الإسم وبعض الأسباب ، ولكن هجرة الرسول معانيها وأهدافها أسمى من الهجرة التى نتحدث عنها الآن ، ولذلك سأتركها لمن هو أهل أكثر منى للحديث عنها.