الهجرة براً من إسبانيا إلى المانيا ومعلومات حول البصمة
منذ شهر نوفمبر 2015، وحتى تاريخ كتابة هذه السطور، زاد السؤال كثيراً عن الهجرة براً من إسبانيا إلى المانيا ، وبالطبع معظم من يسأل هذا السؤال، هم مواطني المغرب في الدرجة الأولة، ومن بعدهم مواطني الجزائر، ومن بعدهم مواطني سوريا، ونحن في هذه السطور، سنوضح الوضع القانوني لهذا الأمر.
الهجرة براً من إسبانيا إلى المانيا
أولاً يجب العمل أن من يسأل عن هذه الطريق، هو من وصل إلى المانيا فعلياً سواء لاجئاً، أو لأي غرض آخر، ويرغب في الوصول إلى المانيا من إسبانيا، أو يفكر في الوصول إلى إسبانيا، ومن ثم يطمح في الوصول إلى الأراضي الألمانية، أيضاً تختلف أهداف الوصول حسب كل شخص.
لماذا يترك الأشخاص إسبانيا
يترك الأشخاص إسبانيا، ويتوجهون إلى المانيا، لأن المانيا أفضل من إسبانيا من حيث فرص العمل، وفي مساعدات اللجوء، اذا كان الشخص يرغب في اللجوء في المانيا، لكن هذا الوصول تكون له عواقب أخرى، وهذه العواقب تكون بسبب بصمة دبلن، والتي تتمحور حول إعادة المانيا الأشخاص إلى إسبانيا مرة أخرى، طبقاً لقوانين اتفاقية دبلن.
يفكر الأشخاص في الهجرة براً من إسبانيا إلى المانيا ، لأنها الأضمن من وجهة نظرهم، لكن اذا تم القاء القبض على أي شخص وتبصيمه في إسبانيا، لن تختلف الهجرة براً، عن الهجرة جواً، أو بأي طريقة، وبشكل عام، يبحث الأشخاص عن الطريق البري، لأنهم يمكنهم الدخول من إسبانيا إلى المانيا، بطريقة أسهل من غيرها.
بخصوص البصمة الإسبانية
البصمة الإسبانية تنقسم إلى قسمين، بصمة لجوء، وبصمة جنائية، البصمة الجنائية تكون للحصول على معلومات عن الشخص، وليس لها علاقة ببصمة دبلن، ومن تكون له بصمة جنائية في اسبانيا، فلا تضره في شئ، أما بصمة اللجوء، والتي تسجل على نظام يوروداك الخاص بدبلن، هى التي تضر الشخص، وبسبب هذه البصمة، تتم إعادة الشخص إلى إسبانيا مرة أخرى.
القرار الإسباني بخصوص البصمة
إعادة اللاجئين من المانيا إلى إسبانيا بسبب البصمة، قرار يعود إلى المانيا وحدها، فهناك من تكون له بصمة في إسبانيا، لكن تتغاضى السلطات الألمانية عن ذلك، أيضاً هناك جنسيات لها أولويات في التساهل في ما يخص البصمة، فمثلاً قد تتساهل المانيا مع بصمات اللاجئين السوريين في إسبانيا، لكن من الصعب التغاضي عن بصمة إسبانيا في المانيا لمواطني المغرب والجزائر، ومواطني المغرب خصوصاً، نادراً ما يتم التغاضي عن بصمتهم، لأن المانيا تعرف أن إسبانيا تضم أعداد كبيرة من المغاربة، وإذا تغاضت عن المانيا عن بصمات مواطني المغرب في إسبانيا، فإن هذا التغاضي سيتفح عليها أبواب اللاجئين المغاربة، كما أن حصول مواطني المغرب والجزائر على اللجوء في المانيا ليس سهلاً.
تعرف على – تأثير البصمة اليونانية على اللجوء في اوروبا
كل هذا في ما يخص اللجوء، أما ما يخص الأشخاص الذين يصلون إسبانيا ومن ثم يتركون إسبانيا، ويذهبون إلى المانيا لغرض العمل فقط، دون التقدم بطلب لجوء في إسبانيا، وليست لهم بصمة، ثم وصولوا إلى المانيا، ولم يتقدموا بطلبات لجوء، تختلف أوضاعهم، فمن يتم ضبطه في المانيا، تنظر المانيا في وضعه، هل ترحله إلى وطنه، أم تتركه، ومن يحصل على عمل في المانيا، ويتمكن من تعديل أوضاعه، رغم أنه صعب لكنه ممكن، يمكنه البقاء في المانيا، لكن في النهاية يعود الأمر إلى المانيا.
أيضاً من يصل إلى المانيا، وليست له بصمة في إسبانيا، يمكنه التقدم بطلب لجوء في المانيا، ومن ثم اذا تم قبول طلب لجوء الشخص في المانيا، يمكنه القاء في المانيا.
اسأل مجرب ولا تسأل حكيم
لقد سافرت عبر هذا الطريق وللأسف تم تبصيمي في إسبانيا وأخذ الباسبور مني ولم استطع المتابعة إلى ألمانيا وهنا في اسبانيا حال اللجوء يختلف تماماً عن ألمانيا فالمساعدات الممنوحة تسد الحاجة ولكن لمدة لا تكفي لتعلم اللغة والبطالة في ازدياد تفوق 25% وحتى أن الشهادات العلمية مهما كانت لا تجدي نفعاً وأنصح أي شخص يقرأ هذه المقالة بالانتباه جيداً قبل قراره بالسفر ناهيك عن اعادة الكثير من العوائل والشباب إلى إسبانيا بسبب البصمة التي تظهر في ألمانيا وحال السوريين جميعهم يكاد يرثى عليه ففور انتهاء برنامج المساعدات الذي يستمر بأغلب الأحوال حتى عامين تجد العائلة أو الشخص نفسه وحيداً في المجتمع من دون أي مساعدة تذكر والمحظوظ من يجد عملا بالكاد يكفيه لحياة بسيطة هذا لا يعني أن اسبانيا لديها تقصير في هذا المجال بل يشكرون كل الشكر فالمشكلة تكمن في المجتمع ككل يعاني من البطالة حتى الاسبان أنفسهم يجدون صعوبة بالغة بالحصول على عمل….
بعد تجربتي الشخصية أشكر اسبانيا على مساعدتهم لنا كسوريين