أهم المعالم السياحية فى القاهرة دار الأوبرا
أهم المعالم السياحية فى القاهرة دار الأوبرا
أنه لحلم تحلمه كل البنات الجميلات المثقفات الراقيات ، أن تشتبك يدها بأحدى فرسان العائلات الراقية من الطبقة الثقافية المميزة ، و يذهبا بعد غياب الشمس على أرض الجزيرة ، و يسهرا حيث يلمع أمتع وأجمل وأحن الأصوات العربية ، فى أمسية عشاء بين الأضواء الكلاسيكية فى مسرح كبير لطالما شاهدوناه فقط فى أفلام الأبيض والأسود المصرية القديمة .
حقيقة لم تكن تلك أمنيتى فقط ، ولاذلك المكان وحده الذى أبهرنى فى مصر لتشتبك يدى بيد شريكى لأذهب معه اليه ، ولكن مصر كلها جميلة ، ولطالما تمنيت أن ألفها بين يديه شارعاً شارعاً ، وحدثاً تلو الحدث ، ومن مكان الى مكان آخر، ولكن الذهاب الى دار الأوبرا المصرية وهو معى يحتضن يدى حلم ، فأنه ليس بمكان عادى للتنزة أو الابتعاد عن زحم الحياة ، بل أنه خيال يتحول الى واقع بين أنغام ورقصات عالية تشتهى لسماعها الروح قبل الأذن ، التى سرعان ماتستمد منها فرحتها و أناقتها ، وترسم على الوجه ابتسامات تؤكد لنا روح الشباب التى تظل بداخلنا مهما طال بنا العمر وكبرنا .
الأوبرا هى مسارح للفن العالمية ، ولكن عندما تقدم بروح مصرية ولسان عربية ، يعنى ذلك أن السعادة تكتمل ، وحتى الأوبرا فى مصر لها تاريخ مختلف ، فالقصة بدأت عندما أفتتحت قناة السويس وقرر الخديوى اسماعيل أن يرفق بذلك الحدث التاريخى المهم حدثاً ثقافياً مبدع وقرر افتتاح الأوبرا المصرية الأولى والتى كانت تقع فى منطقة الأزبكية القديمة ، حينها كان الخديوى اسماعيل يعلن أن مصر العربية ستمتلك العالم بحراً ، وستبهره روحاً ، ورسمت بألحان فنانيها لوحة مميزة للثقافة المصرية المبهرة ، وكانت تلك الأوبرا الخديوية نموذجاً للقصور بنيت فى ستة أشهر حاملة راية الفن والتصميمات الايطالية حيث قام بتصميمها المهندسان الايطاليان روس و أفوسكانى وكانت تكفى لثمنمائة وخمسون شخصاً ، وتواجدبها مكانً مخصصا للأمراء والطبقات العليا من المجتمع وللعلم كانت أول عرض بها أوبرا ريجوليتو ، ظلت تلك الأوبرا الراقية مائة وأثنان عاماً تعرض أشهى وأكثر العروض ثقافة ومهارة ، واستضافة العديد من العشاق أمثالنا ،حتى شاء القدر واحترق مبنى الأوبرا القديمة فى عام 1971م.
ولم تصمت الثقافة المصرية ، وعن تعبيرها لحب الأوبرا ورغبتها فى التعبير عن نفسها داخل مبنى الأوبرا المصرية ، و جاءت دولة اليابان والتى شعرت بمدى تعلق الثقافة المصرية بأوبراها ، فقررت دعم الحكومة المصرية وبناء مبنى جديد للأوبرا يناسب الروح المصرية العصرية ، و تم الأتفاق على بناء الأوبرا فى أرض الجزيرة بالقاهرة وجاءت هيئة التعاون العالمية اليابانية (JICA) وبالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية بحيث تنسجم روح المبنى فى عمارته مع المبانى المحيطة به ، والتى بدورها أتخذت من الطراز المعمار الأسلامى الحديث زينة لها ، فتبعتها الأوبرا فى نفس الطراز الأسلامى .
وافتتحت الأوبرا المصرية فى مكانها الحالى فى عام 1988 م بعد أربع وثلاثين شهراً من العمل والكفاح لتبنى دار الأوبرا بيد المصريين فرحين بها ، و تتوسط دار الأوبرا المصرية حديقة مليئة بالأشجار والزهور والورود الملونة فى مساحة ثلاث وعشرون متراً مربعاً ، حيث استعانت بمياه نهر النيل فى سقياها وازدهارها ، ويحتل مبنى الأوبرا على الأرض ثلاثة عشر وثمنامئة وخمس وخمسون متراً مربعاً ، بينما تحتل فى قلوب المصريين معظمها .
وتضم الأوبرا المصرية الحالية ثلاث من المسارح ، المسرح الكبير والذى يكفى لألف ومائتي مقعد ، والمسرح المكشوف الذى يكفى لستمائة مقعد، والمسرح الصغير الذى يكفى لخمسمائة مقعد ، والأوبرا هى مسقط رأس الفن المصرى الراقى وتتعدد الفرق المصرية التى تقدم أجمل العروض الفنية فى مبنى الأوبرا المصرية وقد ساعدتهم الأوبرا فى اذدهار فنهم ، سواء كانت فرقة البالية ، أو فرق الأوركسترا القاهرة السيمفونى ، أو الفرقة القومية للموسيقة العربية بمبدعيها الذين يطربون العالم العربي كله بمزاميرهم السحرية ، وفرقة الرقص المسرحي التى تقدم أجمل العروض وأرقها على مسارح الأوبرا ، كما تحتضن صالات الأوبرا المصرية معارض للفنون التشكيلية.
وان أهم مايميز أوبرانا الجميلة عندما عرض أوبرا عايدة على مسرحها ، أيضاً يقدم مسرحها أصوات لألمع النجوم المصرية المحببة الى قلوب العالم ، كما تبهرنا أصابيع الفنان المبدع عمر خيرت وغيره من الفنانين المبدعين فوق البيانو الأوبرالى المختلف لتبهرنا موسيقاه ولحناه ، لطالما تمنيت أن أذهب معك الى هناك لنستمع اليه ……