شلال تروميل باخ فى سويسرا
ثورة هائلة وسقوط كبير وصوت عظيم يتفاجأ الجميع ينظرون بدهشة ماذا يحدث الآن ؟، وهل سيستمر هذا المشهد لفترة طويلة ؟، والجبل ماذا حل به ؟ ، ان كل ما يحدث هو بالفعل شئ مبهر تلاقي حبات الثلج بين أحضان الجبل ، و ماقصة هذا الجبل مع هذه النباتات الخضراء التي تسكن باطن الجبل ، المشهد كله رائع ومشوق ، وكيف يمكنني الإجابة على كل هذه الأسئلة ؟
الطريق الى شلال تروميل باخ فى سويسرا
الطريق الوحيد للإجابة هو طريق شلال تروميل باخ بسويسرا ، يمثل الطريق ذهاباً إلى هذا الشلال هو التجربة الأكثر تشويقاً في العالم ، بداية من انطلاقك من انترلاكن بسويسرا مروراً بقرية لاتروبرنين و على بعد خمسة وعشرون كيلو متراً تجد الإجابة على كل استفسارتك المحيرة عن هذا المكان الرائع ، في بداية الأمر تتعجب من المشاهد التى تراها، ترى الناس يستترون وراء الأشجار التى تسيطر على المكان ، اللون الأخضر في وسط صخور الجبل مع صوت المياه هو تكامل لحل كل الألغاز والأسئلة التى تدور في مخيلتك.
يمكنك مشاركة الجميع في استخدام السلالم المعدنية التى حفرت بداخل الجبل لكي يستخدمها الزوار لشق الجبل والإطلاع على الشلالات العشرة المتصافة في وسط الجبل وتسير في وسط الجبل وكأنك تلعب لعبة المغارة كلما تدخل مغارة ربما عليك أن تحل لغزاً ومن ألغاز الجمال المحيط بك لكي تستطيع عبور هذه المغارة والذهاب إلى أخرى حتى تحل اللغز كاملاًً لتحظى على مكافئة كبيرة جداً.
شلالات تروميل باخ رائعة وحقيقة أحياناً تجد أماكن وجبال جميلة من خارجها ومظهرها الخارجي ، كما تجد الأماكن جميلة من الداخل بينما الأمتع والأروع أن تجد مكاناً يملأه الجمال من الداخل ومن الخارج وهذه هى الصفة الأولى لهذه الشلالات.
في أثناء مشاهدتك لشلالات تروميل باخ تشعر بتحطيم لكل ماهو صعب في حياتك تشعر بأن انقسام الجبل بهذا الشكل وجريان حبات الثلج الذائبة تروي تلك الأشجار اليافعة هو دليل على أنه بإمكانك تغيير ما يضايقك في حياتك للأحسن فقد شقت المياه الصخور الجبلية وقررت الجرى بين أحضان الجبل لافتة أنظار الزائرين اليها من كل أنحاء العالم.
يشعرك هذا المنظر بأنه بإمكانك اختراق كل العوائق التى تواجهك بمجرد النزول من فوق الجبل حتى تغير ما تريد تغيره في عالمك ، اغتنم هذه الفرصة وسجل هذه اللحظة التاريخية العظيمة بالتقاط أجمل الصور التذكارية بين واحد من أجمل معالم سويسرا السياحية.
والعجيب أنك تتنقل بين ثلاث جبال يربطهم عشرة شلالات فبينما تتنقل بين جبل ايجر على ارتفاع ثلاثة آلاف وسبعمائة وتسعون متراً ، فجأة تجد نفسك بين منظر طبيعي رائع الجمال في جبل مونك على ارتفاع أربعة الأف وتست وتسعون متراً ، ومنها إلى قمة الجمال والإحساس جبل جينغفرو بإرتفاعه الشاهق الذي يصل إلى أربعة آلاف ومائة وثمانية وخمسون متراً ، وحيث تتدفق المياه بسرعة هائلة تصل إلى عشرون ألف لتراً في الثانية الواحدة.
أن أجمل الألغاز هنا على شلالات تروميل باخ هو اختراق أشعة الشمس من أعلى قمة الجبل متجهة إلى الصخور لتنعكس عليها وترمي نفسها مع حبات الثلج الذائبة داخل ثنايا الشلالات ، حقيقة أتمنى لو تتسع مخيلتك لتتخيل معي المشهد المبدع ، المياه وصوتها ولونها واندفاعها في وسط صخور مبللة تنمو عليها الطحالب الخضراء ويحيط بها أشجار عالية تظلل على المياه وكأنها تحافظ عليها ، وصوت المياه المندفع المختلط مع أصوات الطيور المغردة في سماء شلالات تروميل باخ ، أنا لا أعتقد أن ذلك بمشهد عادي أو يسهل على المرء أن يعيش عمره بأكمله دون تجربة الذهاب حتى لو مرة واحدة إلى هناك.
وحقيقة الأمر أن الإعجاز هنا ليس فقط من الطبيعة بل ان تمهيد هذه الطبيعة وتسخيرها لكي تتلائم مع رغبات الزائرين هو مايزيد المكان روعة ، فالتناسق الطبيعي مع التطور العلمي والإستخدام التكنولوجي دائماً ما يصنع أماكن نظيفة وجميلة وممهدة ، وخير شاهد على ذلك المشهد من المصاعد الكهربائية المتواجدة بداخل الجبل لتسهل على الزائرين الصعود لمشاهدة الشلالات العشرة من أعلى الجبل هو أروع المشاهد الموجودة بالمنطقة ، ولولا هذه الإضافة الرائعة ربما قد تفوتنا فرصة رؤية الشلالات العشرة متصافة بين أحضان ثلاث جبال تندفع مياه الثلج الذائبة بداخلها في تناسق لم يرى مثله من قبل.