مجمع الأديان السماوية فى مدينة القاهرة
مجمع الأديان السماوية فى مدينة القاهرة
على أرض مصر الكنانة أم الدنيا ، وبين ضواحى الحياة الآمنة ، ثلاث أرواح سماوية يربطهن العقيدة الألهية الراسخة فى قلوب المصريين ، تعاهدوا وتعانقوا ليبلغوا رسالة من الله الواحد الأحد أن الدين للجميع وأن الله شاهد على عبادة خلقه فى بيوته العظيمة ، تقابلن فيجتمعن فى أرقى حوارات التاريخ فى المكان نفسه ، مكان له رسالة واضحة وهى السلام بين الديانات السماوية المستمدة كلها من وحى أرسله الله الينا لببشرنا بالجنة وينهينا عن الأعمال التى تؤدى بنا الى النار ، خرجت هذه الديانات السماوية من منابعها الأصلية وانطلقت فى رحلاتها عبر العالم لتستقر وتهدأ فى مجمع الأديان السماوية لتنشر النور منه وليفهم الخلق أن اى كان المنبع أو المصدر التى أنطلقت منه الديانة فانها عادت الى موطنها تجاور الديانة التى تتلوها أو تسبقها فى نسق متكامل مبلغين العالم رسالة قوية من الله .
بدأت قصة مجمع الأديان عندما بنى معبد بن عذرا من أهم معالم الديانة اليهودية ، ويوجد به مبنى من الرخام على شكل السلة التى حملت سيدنا موسى عابراً بها النهر الى فرعون ، يطمح اليهوديين فى العالم كلهم الى زيارة هذا المعبد آملينالى استرجاع سيدنا موسي مرة أخرى ورؤيته ، وقد تحول هذا المعبد اليهودى الى كنيسة يهودية فى منتصف القرن السابق ولكن سرعان ماعاد المعبد الى طبيعته بعدما اشترته الطائفة اليهودية الموجودة بمصر بزعامة ابراهيم بن عذرا والذى استمد المعبد منه اسمه ، ولاننسي أن هذا المكان شهد وقوف صلاة سيدنا موسي بعد تكليفه من الله بتوصيل الرسالة المقدسة الى العالم أجمع وتوجد كتابات منقوشة على رخامات المعبد ، والمكان مميز جداً فى الماضى والحاضر والمستقبل ، حيث كان مركزاً ثقافياً لحياة المصريين اليهود ، كما يحمل هذا المعبد فى طياته السر الكبير الذى أخفاه وحافظ عليه على مدار القرون السابقة متمثلاً فى وثائق الجينيزا والتى تحكى الكثير عن أخنلاط واندماج اليهود فى الحياة العامة بفترة العصور الوسطي عكس ما صدره الأوربيين من أفكار اضطهادية تعبر عن بعد اليود عن الحياة العامة .
كما كان للديانة المسيحية المقدسة روحا طيبه نشرت ثقافتها وجمالها بتألق شديد بين معالم مجمع الاديان السماوية على مدار العصور بذذكريات لا يمكن نسيانها او تجاهلها فكانت رائدة عندما شرف المكان بزيارة نبي الله عيسى وأمه مريم العزراء هرباً من ملك اليهود هيردوس حينما تخفو بالمغارة المقدسة داخل كنيسة أبو سرجة ومنها بدأوا بنشر رسالة الله تعالى ، كما أيضاً يتزين مجمع الاديان بالكنيسة المعلقة التى شيدت فوق حصن بابليون حتى تصبح اعلى مبانى المنطقة على ارتفاع ثلاثه عشر متراً ، و الكنيسة المعلقة هى فى الاصل معبد فرعونى تم تحويلة الى كنيسة فى القرن الخامس الميلادى املا فى نضر الرسالة من خلالة و نقل الشعائر الدينية للمسيحين الموحودين فى مصر كلها و هى حتى الان نبراس يقتضى به المسيحين فى شعائرهم ، كما يوجد المتحف القبطى الذى اسس فى عام 1910 على يد مرقس باشا فى حصن بابليون و المتحف تحفة خيالية يحتوى بين طياته على اثار قبطية و رومانية تمجد الحضارة القبطية بمصر ، كما يوجد دير الراهبات البنات والذى هو نموذج للعطف و المودة و الرحمة التى تنقلها الديانات السماوية لنا ، فأن هذا الدير يحتضن المصابين بالامراض العقلية و النفسية وله تصميم معمارى مختلف يميزه عن غيرة من الاديرة ، وتكتمل الروح المقدسة المسيحية بوجود كنيسة القديسة دربارة وكنيسة قيصرية الريحان .
وبفكر اسلامى مميز شامل جامع يطمح الى السلام ولم شمل الاديان السماوية كلها تألق إبداع الفاتح عمرو بن العاص وبأختيار موفق وتمجيد لبافى الاديان السماوية قرر بناء جامع عمرو بن العاص بجوار الاثار السابقة وكأنه يصافحهم بالسلام ويقول لهم يدنا تتراص فوق بعضها لنشر كلمة الله فى الارض ، الجامع ليس بجامع فقط يدخله المصلون لتادية الفريضة فيه بل هو اطلالة دينية خلقت من دين الاسلام رمزاً للتسامح والعطاء ليس فقط فى مصر بل امام أعين العالم كله .
جامع عمرو بن العاص قديماً كان منبعاً للعلم و بيت للزكاه ومصلى للمصلين ، كما بنى محتذياً بمسجد المدينه المنورة فى معمارة فقط كان خير نموذج للدين الاسلامى فى وسط مدينة الفسطاط ، بينما الان فى وسط القاهرة جامع عمرو بن العاص وهو يتوسط الكنيسة المعلقة و المعبد اليهودى هو تعبير واضح وصريح للعالم كلة عن الوحدة الوطنية المصرية ، وان المصريين مسلمين ومسيحين ويهودين يدا واحد فى مكان واحد والزائر لمجمع الأديان الآن هى الزيارة التى تستمد منها روحك الثقافية .