اتفاق تركيا وأوروبا .. لماذا رفضته بعض دول اوروبا
تحدثنا في مقال سابق عن بنود اتفاق تركيا وأوروبا بشكل مفصل لكن في هذا المقال سنتحدث معكم عن بعض الأسباب التى التى جعلت بعض دول الاتحاد الأوروبي يرفض اتفاقية تركيا وأوروبا بشأن اللاجئين وبالطبع هناك أسباب غير معلنة وبعض الأسباب على لسان بعض المسؤولين في هذه الدول، وهذه التصريحات تطرح بعض الاستنتاجات تجاه مواقف تلك الدول.
اتفاق تركيا وأوروبا لماذا عارضته بعض دول اوروبا
اتفاقية تركيا مع الاتحاد الاوروبي 2016 سبقها اتفاق مصغر في العام 2015 وكان يقضي بأن تدفع دول اوروبا لتركيا ثلاثة مليارات يورو لوقف تدفق اللاجئين من أراضيها إلى أوروبا لكن الاتفاق لم يعرف النجاح واستمر تدفق اللاجئين على اوروبا. الإتفاق القديم أحياه الإتفاق الجديد ولكن بعد مشاورات استمرت أكثر من أسبوع نجحت اوروبا وتركيا في وضع اتفاق في حال تنفيذه من شأنه أن يغلق طريق البحر إلى اوروبا من تركيا.
بعض دول اوروبا أيضاً لها مصالح أخرى غير اللاجئين فمثلاً فرنسا عارضت الشروط التركية التى اعتبرتها ابتذاذً من تركيا لدول الاتحاد الأوروبي لكن لم تكن القيم الأوروبية كما تحدث بعض قادة اوروبا هى التى دفعت فرنسا وغيرها من دول الاتحاد للمعارضة لكن فرنسا علمت أن هذا الاتفاق بالتأكيد سيرفع من شعبية الحزب الحاكم في تركيا خصوصاً أن اتفاق تركيا وأوروبا يشمل تسريع اعفاء مواطني تركيا من الدخول لدول الاتحاد.
فرنسا قالت أن هذه الخطوة من شأنها أن تشجع الحكومة التركية على ارتكاب مزيداً من الانتهاكات بحق الأكراد خصوصاً وأن شوكة الحكومة ستقوى شعبياً بعد هذا الاتفاق، لكن فرنسا واقعياً لا تبحث عن الحق الإنساني للأكراد ولكن تبحث عن ورقة ضغط أممية تضغط بها على تركيا عند الحاجة وهذه الورقة هى الشعب الكردي.
النمسا بدورها عارضت اتفاقية تركيا وأوروبا ولكنها خضغت لرأي الأغلبية في دول الاتحاد خصوصاً وأن خوف النمسا ليس من أجل الحصول على ورقة لعب مثل فرنسا لكنها تخاف من ازدياد الجالية التركية في النمسا التى تشكل عدد كبير على أراضي النمسا منذ زمن وقبل أن تعرف الثورات طريقها للمنطقة.
قبرص أيضاً عارضت اتفاقية تركيا والاتحاد الاوروبي كونها دول عضو فيه لكن قبرص مثل النمسا لم تبحث عن أوراق للضغط لكنها عارضت هذا الإتفاق لأنها تعتبر أن تركيا محتلة جزء من أراضيها وتقصد بهذا قبرص التركية لهذا عارضت قبرص اتفاق تركيا وأوروبا لأنها لا تفضل مناقشة انضمام تركيا للاتحاد من الأساس وهو ما أدي إلى عدم فتح 5 فصول طالبت بها تركيا كانت ستسرع انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وتأجيل الاتحاد مناقشة هذه الفصول حالياً.
دول أخرى عارضت كرهاً في اللاجئين وتحديداً الدول التى يحكمها اليمين الأوروبي مثل هنغاريا والذي يعتبر رئيس وزرائها أن اللاجئين عبارة عن غزاة إلى القارة الأوروبية ليس أكثر، بالطبع لم تعلن كل الدول الأوروبية التى يحكمها اليمين موقفها في هذا الإتفاق ولكن مواقف اليمين الأوروبي لا تحتاج لإعلان والأفضل أنهم لم يتحدثوا بشئ !!!!!
دول أخرى مازالت للشيوعية والرأي الروسي تأثيراً عليها عارضت الإتفاق ولكنها وافقت لأنها تعرف العواقب إن لم توافق عليه وبالطبع أقصد هنا بلغاريا. موافقة بعض دول اوروبا التى رفضت اتفاقية تركيا مع الاتحاد الاوروبي قبلت بها على مضض لأنها تعلم أن أشهر الشتاء تدير ظهورها والربيع والصيف يفتح ذراعيه وهذه الدول أصبح لديها فوبيا من هذه الأشهر بسبب تدفق اللاجئين خصوصاً وأن أشهر الصيف تزداد فيها أعداد اللاجئين الذين يركبون البحر متجهين إلى أوروبا وذلك بسبب تحسن الطقس.
بلجيكا ودول اوروبا تعتبر أن تركيا تبتزها من أجل اتمام هذا الاتفاق ولكن دول اوروبا تكذب على نفسها بهذا الشأن لأنها تعلم أن تركيا مهما فعلت فهى تعمل لمصلحة شعبها وتستغل أي فرصة تتاح أمامها كما تعمل اوروبا على ذلك وأكبر دليل هو البحث عن حل للاجئين الذين لو تم توزيعهم على دول الاتحاد الذين يبلغ عددهم أكثر من 500 مليون نسمة يشكلون إحدى الإقتصادات الأقوى في العالم بالتأكيد أعداد اللاجئين لن يصبحوا شيئاً يذكر بين هذه الأعداد. اذاً فلعبة المصالح مشتركة والبيادق التى يلعب بها في الوسط هم اللاجئين الذين أصبحوا سعلة لكن في النهاية لكل دول الحق في تقرير مصيرها وفرض الشروط التى تناسبهم سواء تركيا أو اوروبا لكن الجانب الإنساني يجب أن لا يتم اغفاله.