السياحة في طليطلة الإسبانية لؤلؤة وادي تاجة الجميل
السياحة في طليطلة ليست مجرد نشاط سياحي فقط، بل عبق من التاريخ الأندلسي الذي مازال قائماً حتى يومنا هذا ليشهد على حقبة من أعظم الحقب التي مرت منذ نشأة هذه الأرض، وهذا يبرهن عليه فن العمارة، وجمال الحدائق الغناء الذي سبق عصر تلك الحقبة بعصور مضت.
مدينة طليطلة هي مدينة إسبانية عريقة تقع في شبه جزيرة أيبريا عرفت قديماً باسم مدينة توليدو، وهي تبعد 75 كيلومتراً من العاصمة الإسبانية مدريد. مدينة طليطلة محاطة بوادي تاجة والذي بدوره يزيد من حصانة ومناعة تلك المدينة ويزيدها جمالها وهيبة حيث يحيط بها من ثلاث جهات، وكان العرب يطلقون علي طليطلة وادي الملوك لأنها كانت مقر الأمراء والملوك.
تحتضن طليطلة الثقافات الثلاثة: الإسلامية والمسيحية واليهودية، وتعتبر طليطلة من أهم المدن السياحية في إسبانيا لما يميزها من تاريخ عريق. مناخ هذه المدينة يدفعك لزيارتها في فصلي الربيع والخريف حيث أن صيفها شديد الحرارة وشتائها قارص البرودة.
الخيار الأجمل في المدينة هو الأبنية المعمارية التي يغلب عليها الطابع الإسلامي نتيجة الفتوحات الإسلامية، والتي تعتبر الآن كنزاً ثميناً لهذا البلد الرائع، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في ارتفاع نسبة السفر إلى طليطلة، خصوصاً الزوار من الدول العربية والإسلامية وذلك رغبة من مواطني هذه الدول في التعرف على هذه الحقبة الرائعة.
السياحة في طليطلة الجميلة
إذا قمت بزيارة هذه المدينة فأول ما ستراه هو هضبة ليست بكبيرة تعلو عن نهر تاخو بحوالي مائة متر، وتحمل هذه الهضبة فوقها أحد أهم معالم المدينة ألا وهو القصر الكبير قصر الكازار، والذي يحيط به أبنية هذه المدينة التي تتميز بطرازها المعماري الرائع الذي يعود للحقبة الأندلسية.
يمكن لزوار المدينة القيام بالعديد من الزيارات للتعرف على معالمها، فيمكن للسائح القيام بزيارات هندسية بانورامية لمشاهدة جمال وروعة تصميم الأبنية، وزيارات ثقافية يتعرف من خلالها السياح على الفن في هذه المدينة، ومشاهدة أعمال فنانين مشهورين مثل أيل غريكو، وتيزيانو وغويا، وغيرهم العديد، كما يمكن القيام بجولات دينية للتعرف على المعالم المقدسة للثقافات الثلاثة، بالإضافة إلي زيارة المتاحف التي تشتهر بها هذه المدينة والتجول في الأسواق وتناول أشهي وألذ الأطباق.
يمكن للسياح الدخول إلى المدينة من ثلاثة مداخل: المدخل الأول هو باب المفصلة أو كما يسمى باب السهل والذي يعد مدخل المدينة الرئيسي، ويعود تاريخه إلى الحقبة الإسلامية، أما المدخل الثاني يسمى باب الفونسو السادس أو باب المفصلة القديمة، وأخيراً باب الشمس الذي يقع في شرق المدينة، ويمتاز باب الشمس بأنه أحد أهم التحف الهندسية والمعمارية في طليطلة، وبشكل عام تعد الأبواب الثلاثة من أبرز معالم السياحة في طليطلة والتي ساهمت بدورها وبشكل كبير في شهرة هذه المدينة سياحياً بالإضافة إلى معالمها التاريخية الأخرى.
أبرز المعالم السياحية في طليطلة الإسبانية
مسجد ترنرياس
هو من أقدم المعالم الموجودة بمدينة طليطلة، ويتكون من طابقين وتوجد قاعة الصلاة بالمبني العلوي. يعد المسجد تحفة معمارية فريدة تشهد على عبقرية وتقدم تلك الحقبة.
كاتدرائية طليطلة
صممت على غرار كاتدرائية بوورج، وتحتوي مكتبة الكاتدرائية على ملايين المخطوطات والكتب التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، وتعد الكنيسة أيضاً من أبرز معالم طليطلة السياحية.
قصر الكازار في طليطلة
قصر الكازار في طليطلة
يعود تاريخه إلى الحقبة الرومانية وتعود شهرته إلى اتخاذه كأكاديمية عسكرية. قام بتجديد القصر الأمير الحكم بن هشام عام997م، ومن ثم اتخذه الأمير مقراً للحكم في مدينة طليطلة، ويعد القصر من أبرز وأشهر المعالم السياحية الإسبانية.
مسجد باب المردوم
مسجد باب المردوم
أو كما يعرف بمسجد نور المسيح حيث تحول إلى كنيسة مثله مثل الكثير من المساجد بعد انتهاء الحقبة الإسلامية للمدينة ولإسبانيا بشكل عام، ويشكل المسجد أحد أبرز معالم السياحة في طليطلة الجميلة.
كنيسة سان رومان
يقال أنه تم بناء الكنيسة على أنقاض معبد روماني قديم، فهي من أقدم المعالم السياحية في طليطلة التي تتميز بها المدينة، وتحولت الكنيسة إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي للمدينة ولكنها تحولت إلى كنيسة مرة أخري بعد انتهاء العصر الإسلامي في بلاد الأندلس.
معالم سياحية في طليطلة لم يتم ذكرها
هناك العديد من المعالم السياحية التي تضمها مدينة طليطلة مثل متحف الفن المعاصر الذي يحوي بداخله عدداً من اللوحات والرسوم التي تعود للقرن العشرين، متحف الجيش ويضم المعدات الحربية والأسلحة النارية وغير النارية التي تعود إلى القرون الوسطى، بالإضافة إلى مجسمات لأهم المعارك التي خاضتها المدينة في تلك الحقبة، ومتحف الفنان الشهير أيل غريكو حيث تحول منزله إلى متحف بعد وفاته، ويشمل المتحف أثاث منزله المميز بالإضافة إلى أعماله الفريدة.
نظرة على الأماكن السياحية في طليطلة
معالم السياحة في طيطلة كثيرة، وطبيعة المدينة خيار رائع يزين معالمها التاريخية، أما الشئ الأجمل هو النمط الإسلامي الذي يطغى على عمارة المدينة وحدائقها، والذي أبدع العظماء السابقون في تركه، وهذا يدل على ازدهار تلك الحقبة وتقدمها.