اللجوء في اوروبا 2016 قد يكون الخيار الأسوأ أمام اللاجئين
من قرأ العنوان وحكم علي بالمبالغة لمجرد العنوان دون الخوض في التفاصيل التى تعبر عن الواقع الملموس، فأمامه خياران لا ثالث، الخيار الأول المغادرة وتصديق ما يدور في عقله حتى لا يصدم بالحقيقة، أو تكملة القراءة وله الحرية بعد ذلك في الإقتناع أول عدم الإقتناع.
انفجار أزمة اللجوء في اوروبا 2016 اذا لم تطرح حلول جذرية
حقيقة أزمة اللجوء في دول اوروبا انفجرت بالفعل ولكننا حتى الآن لم نسمع صوت الإنفجار أو أننا لا نريد سماع الصوت حتى لا نصطدم بالواقع المرير.
الأمور تزداد سوءاً كل عام عن العام الذي يسبقه، واجراءات اللجوء في اوروبا 2014 اختلفت بشكل كبير عن اجراءات اللجوء في اوروبا للعام 2015 وبالطبع العام 2015 يبنى عليه اللجوء في اوروبا 2016.
سياسة اللجوء الأوروبية في العام 2015 اختلفت بشكل كبير عن الأعوام السابقة، وشهدت ساسية اللجوء في اوروبا تعديلات وتغيرات جذرية تمهد لسياسة أوروبية متعنتة منتظرة في العام 2016، وبالفعل التعنت بدأ مع توالي الأزمات هذا العام بسبب الأعداد الضخمة التى يتوقع أن تزداد ضخامة إن لم تجد دول العالم حلولاً جذرية لمنطقة الشرق الأوسط.
بعد التضخم الكبير في أعداد اللاجئين توالت التغيرات والتعديلات من قبل دول اوروبية عديدة منها من استقبل أعداد كبيرة من اللاجئين، ومنها من استقبل أعداد صغيرة، وأنا سأطرح أبرز التغييرات التى طرأت على اللجوء في اوروبا في العام 2015 من قبل، والبداية :
أبرز تغيرات اللجوء في السويد 2015
السويد استقبلت ما يزيد عن 100 ألف لاجئ على أرضها في العام 2015 فقط، وهذا عدد كبير جداً أدى إلى عجز السويد عن استقبال مزيداً من اللاجئين على أرضها وصرحت السويد بذلك رسمياً، تبع ذلك التصريح تعديل الحكومة على سياسة اللجوء في السويد فيما يخص إقامة السويد وذلك بمنح اللاجئين الإقامة المؤقتة بدلاً من الإقامة الدائمة التى كانت تمنح مباشرة للاجئين، وكانت تسمح للاجئين بلم شملهم مع أسرهم في السويد عكس الإقامة المؤقتة.
بالطبع التغيرات التى طرأت على الإقامة السويدية أدت إلى دفع الكثير من اللاجئين إلى مغادرة السويد خصوصاً اللاجئين العراقيين الذين يغادرون لعدة أسباب منها فرصهم الضعيفة في الحصول على اللجوء على أرض السويد، وإذا حصلوا على اللجوء لن يكون بمقدروهم طلب لم الشمل الأسري في السويد مع أسرهم في الخارج.
ما تحدثت به عن السويد هى أبرز الإجراءات في العام 2015، ومع استمرار الأزمة قد تتعقد أمور اللجوء أكبر من ذلك، وهذا سيتجلى في معظمه في رفض أكبر عدد يصل إلى السويد من اللاجئين وترحيلهم من حيث أتوا، ولا أستطيع أن أتكهن أكثر من ذلك، فالغيب يعلمه الله والأيام القادمة هى ما ستبرهن عن ما يحدث.
أبرز تغيرات اللجوء في المانيا 2015
حقيقة لا أستطيع أن ألوم المانيا في شئ لأن ما تحملته المانيا وتتحمله الآن أمر خيالي داخل القارة الأوروبية بشكل خاص وعلى المستوى العالمي بشكل عام، أعداد ضخمة من اللاجئين أغرقت المانيا من جنسيات متعددة أعداد كبيرة من هؤلاء اللاجئين لا يستحق اللجوء في المانيا.
أبز الإجراءات الألمانية تجاه قضية اللجوء الشائكة هو تعديل قانون اللجوء والإقامة في المانيا للعمل على تسريع إجراءات اللجوء على أرض المانيا.
بالطبع التغيرات التى صدرت في المانيا بخصوص اللاجئين كثيرة، لكن رغم ذلك لم تقم المانيا بالتوقف عن استقبال اللاجئين على أرضها لكن الإجراءات باتت بطيئة جداً مقارنة بالأعوام السابقة.
اجراءات اللجوء في المانيا 2016 بالتأكيد ستكون مختلفة خصوصاً اذا استمر تدفق اللاجئين الكبير على المانيا وهو ما قد يدفع المانيا للتوقف عن استقبال اللاجئين على أرضها أو على الأقل تقنين أعداد اللاجئين على أرضها، أيضاً كثير من اللاجئين الذين وصلوا المانيا في العام 2015 وبلغ عددهم أكثر من مليون شخص سيتم ترحيلهم مرة أخرى إلى بلادهم خصوصاً اللاجئين القادمين من دول البلقان.
هنا أتوقف
لن أتحدث عن دول أوروبية أخرى وسأكتفي بهذا القدر حتى لا يطول الحديث مني أكثر من ذلك، وأعتقد أن هذه النبذه كفيلة بإعطاء فكرة عامة عن اللجوء في اوروبا 2016.
ما قد يقلل ضغط اللاجئين على اوروبا في العام 2016 هو تشديد تركيا مراقبة حدودها مع اليونان للحد من تدفق اللاجئين إلى اليونان ومن ثم التوجه إلى اوروبا، وهذا بالفعل قد بدأ يظهر جلياً إذا قل تدفق اللاجئين من تركيا إلى اوروبا إلى النصف.
بشكل عام ستكون اجراءات اللجوء الأوروبية للعام القادم مشددة بشكل كبير، والعدد الأكبر ممن سيصل إلى اوروبا سيتم رفضه وترحيله، أو على الأقل سيتم منحه إقامة تجبره على المغادرة بنفسه عاجلاً أو آجلاً.