جولة فى شارع الغورية بمدينة القاهرة
قصر الشوق ، السكرية ، بين القصرين ، نجيب محفوظ ، اللأنجليز ، الخديوى ، الباشا ، رائحة البن ، يالها من كلمات تتردد كلما تجولت أكثر و أكثر ، كلمات تشتاق اليها ضواحى القاهرة القديمة لعذوبتها وارتباط معالمها بها ، كلمات ومعانى أثرية تعبر عن شوق و حنين مستمر للوقت التى اذدرهت فيه القاهرة الفاطمية بمعالمها الاسلامية ، وفى روع العصور الأسلامية يمصر ، ويشتاق اليها كل من يعشق التاريخ المصري بأختلافه وعظمته ، يشتاق اليها ويحن ، و حينما يدق قلبه سائلا على تلك المعانى القديمة تظهر لنه نجمة أعلى سماؤه فترمى ببريقها فوق شارع الغورية بمدينة القاهر بمصر القديمة ، الذى كان ومازال نجماً فى وسط سماء الطراز الأسلامى بالقاهرة ، فهو الشارع وحده المطل على شارع الحسين من طرف ومنطقة الأزهر من الطرف الأخر، فميزه موقعه و جذب العديد من السائحين ليشاهدوه معماره الاسلامى بنوافذه الأرابيسكية المائلة الى اللون البنى المطلة من مساكن لاتتعد الطابقين ، وببيوته المتقاربة التى تحتضن بعضها البعض ، تتقارب لتعطى منظراً من أجمل المناظر التاريخية على الأطلاق .
ولا أخفيكم سراً أن من صمم الشارع سلطان ، سلطان حمل أسمه وهو السلطان الغورى ، الذى كان يعشق مصر و أهلها ويري فيهم صفة التواد والتراحم والتى تعتبر من أهم الصفات التى تميز التجار ، ولهذا فكر فى تصميم شارع الغورية فى بادئ الأمر لتكن به مجموعة من الوكالات التى تبيع السلع ، ويكون سوقاً يقصدونه الناس لتلبية احتياجاتهم ، ومع الوقت ودخول القرن الحالى أعتبر شارع الغوية من المتاحف الأسلامية المفتوحةفان الدول تتباهى بمتاحفها والاثار التى تمتلكها و تنشر عنها الكثير والكثير من اجل مجىء الزوار لها من كل صوب فما بالك عزيرى زائر القاهرة المحروسة و بالأخص مصر القديمة وفى شارع الغورى حينما تتجول بين معالمه الاسلامية المختلفة حيث تجد نفسك فى متحفاً مفتوحاً يعرض عظمة التاريخ الاسلامى والفنون المعمارية الرائعة التى حتما ستجذب انتباهك وانت تتجول فى منطقة الفورية ،
ويقع شارع الغورية فى منطقة الجمالية بالقاهرة ، و يظهر شارع الغورى الآن على هيئة متحفاً تتراص فيه عشرات المساجد الأثرية بمئذاناتها العالية ذات الطابع المعمارى الرائع المميز تعرض العصور الاسلامية بمختلف اطيافها سواء كانت الفطمية أو العثمانية أو المملوكية ، و الذى اشتهر فى ذلك الوقت ، و الآن تمتد المقاهي الشعبية التي يتصاعد منها رائحة البن والدخان بطول الشارع ، فلا تنسي أن تتناول قهوتك المفضلة بالمذاق الذى تختاره ، كما ستجد من حولك آلاف الباعة المتجولين و كما يطوف فيه الزائرين من شتى بقاع الارض أملاً فى البحث عن صورة تذكارية بين ضواحى شارع الغورية لم يلتقطعها أحد مثله من قبل .
وكما اشتهرت منطقة الغورية بنظام الوكالات في البيع والشراء منذ إنشائها ، لكن هذا النظام تلاشي الآن بعد أن تحولت معظم الوكالات إلى آثار و معالم مازلت تحمل مبانيها طابع المعمار الأسلامى ، وأشهر هذه الوكالات وكالة الغوري التي ما تزال تحتفظ بطابعها المعماري الأصلي، وهي عبارة عن صحن كبير وحوله محلات متراصة في أربعة طوابق كانت مخصصة لاستقبال التجار ببضائعهم ، و يوجد بشارع الغورية عدأ من الآثار التاريخية المميزة بداية من باب الفتوح و جامع الأقمر ، و تكية السلحدار ، والمدرسة الكاملية ، و فى تاريخ مصر الأسلامى يعد لكل أثر مما سبق سيناريو وحوار خاصاًُ و نقطة من علامات التاريخ الأسلامى و دلالة على تأصله فى منطقة مصر القديمة .
كما أن شارع الغورية كباقى شوارع قاهرة المعز هو شارع لا يعرف الهدوء ولا يعرف الكسل و لا التراخى ، لا ينام ليلا ولا نهارا، نشيط يقدم رسالته فى كل خطوة تخطوها به من خلال توصيل الحضارة الأسلامية لكل زائر يزور مصر ويأتى ليرى معلام شارع الغورية ويستأنس بجوه ، وهكذا يقف التاريخ على ناصيته يؤحب بالمارة والزائرين، ثم يعرفهم على تفاصيل المكان الجميلة، كونه شارعا يملك مفاتيح أسراره التي يعيها القليلون، ينجح دوما في الحفاظ على رونقه وجاذبيته طوال هذه السنين، لكن ربما يكمن سره الحقيقي فى سكان مصر الحقيقيين الذين اثبتوا على مر التاريخ انه شعب تتناغم فيه كافة طوائفة فى مزيج محير .